الشوارع/متابعة
في قمة جحيم الحرب العالمية الثانية حينما كانت حمم القصف النازي تتساقط لعنات ودمارا على رؤوس البريطانيين لم يهتم تشرتشل، رئيس وزراء البلاد آنداك، بالمؤونة والعتاد بقدر ما كان مشغولا بسير المحاكم وهل القضاء مازال واقفا.
عندما علم الرجل أن القضاء والعدالة مستمرة روحا وعملا وإنصافا اطمأن قلبه وقال ما معناه ألا خوف على بريطانيا.قال هذا لأنه يعلم أن العدل أساس الملك والبقاء والانتصار. ولقد صدق هذا الزعيم فبريطانيا مازالت قوة كبرى إلى اليوم وعدالتها هي من يحكم ومنه تستمد الأمة قوتها وعنفوانها المتجدد.
واليوم يثبت القضاء البريطاني أنه شامخ وأنه هو السلطة التي ترتسم تاجا فوق باقي السلط فيستطيع هذا القضاء أن يقرر بكل استقلالية ويقول “لا” لأعتى قوة فوق الأرض وهي الولايات المتحدة الأمريكية.
فقد رفض القضاء البريطاني، اليوم الاثنين، تسليم مؤسس موقع “ويكيليكس”، جوليان أسانغ، إلى الولايات المتحدة الأميركية، التي تتهمه بالتجسس عبر نشر مئات الآلاف من الوثائق السرية خاصة بالدبلوماسية الأمريكية عبر موقعه الإلكتروني، خشية إقدامه على الانتحار.
ورفضت القاضية فانيسا باريتسر، طلب تسليمه إلى الولايات المتحدة “لأسباب تتعلق بالصحة العقلية”، معتبرة أن “الإجراءات التي وصفتها الولايات المتحدة لن تمنعه من الانتحار” لأنه قد يواجه “ظروفا من العزلة شبه الكاملة” في السجون الأمريكية.
وكان أسانغ (49 عاما) نشر عبر موقعه “ويكيليكس” عددا ضخما من الوثائق السرية المسربة، بما في ذلك بعض الوثائق التي تشمل أنشطة القوات الأمريكية في أفغانستان والعراق.
وقد طلب أسانغ اللجوء السياسي في السفارة الإكوادورية في عام 2012، وبقي هناك حتى أبريل 2019، حيث لم يغادر مبنى السفارة بسبب مخاوف من اعتقاله أو تسليمه إلى الولايات المتحدة.
وتم اعتقال أسانغ في لندن في 11 أبريل الماضي، وصدر ضده حكم بالسجن لمدة 50 أسبوعا بتهمة انتهاك شروط الإفراج بكفالة في عام 2012، حين طلب اللجوء إلى سفارة الإكوادور في لندن لتجنب ترحيله إلى السويد ومحاكمته على ذمة قضايا تتعلق بتحرشات جنسية، وكذا احتمال ترحيله إلى الولايات المتحدة.