لغزيوي ومن رضي عنهم “الغزواني” وأنا..مول “رصي راسك”

 أحمد الجَـــلالي

تجمعني بكثير من الزملاء القدامى والمخضرمين علاقات إنسانية ومهنية بدرجات متفاوتة تحكمت فيها دوما محددات الزمكان والمزاج والحيثيات التي تذكر وتلك التي لا داعي ان تذكر وأخرى لا تستحق ان تذكر.

الطيور على اشكالها تقع، غير ان طائري الذي لا يتطير بل يسخر لا “يقع” بسهولة لأني مغرد خارج الاشراب بالفطرة والوراثة والتعود.

ومناسبة هذا “البوح الصغير” ان هناك زميلا من جيلي ظل التواصل معه موجودا في الزمن الواقعي وفي هذه الحقبة الافتراضية، أي على محورين ولكن وجه الغرابة والطرافة اننا اشتغلنا في المجال نفسه وفي المدن ذاتها وامتطينا القطارات عينها وتهاتفنا كم مرة وبيننا أصدقاء مشتركون……ورغم هذا لم نلتق يوما وجها لوجه.

تجمعني بالمختار لغزيوي محطات مهنية ومفاصل في مسار متواز غير ان المكان ظل مصرا على ان نشرب تلك القهوة التي تواعدنا عليها قبل عقد من يوم الناس هذا.

قبل ولادة الاحداث المغربية بشهور اجرت الشركة الناشرة لها اختبارا لانتقاء فريق التحرير، وقد كان ذاك الاختبار بحد ذاته عندي درسا ممتعا وتحديا للذات من اجل مهنة قررت مبكرا ان ازاولها.

امتحنونا في اللغة والتلخيص والترجمة والتحرير بأسلوب دل على ان من وضعه بتلك الطريقة لابد ان يكون أستاذا بحق في الصحافة بقواعدها.

حالفني النجاح ووقفت ضدي “البوسطة” اذ افلحت في الاختبار الكتابي ووصلتي رسالة تدعوني للقدوم الى البيضاء من اجل مقابلة شخصية..وصلت بعد أسبوع. وبعد سنتين أيضا تكرر معي الموقف نفسه مع الصحيفة نفسها..نجاح كتابي..مرض “البوسطة”..غير اني في المرة الثانية سافرت الى البيضاء وقابلت الزميل الأستاذ لبريني فتأسف واستأذنت.

لا أدرى ان كان لغزيوي التحق في الفوج الأول او الثاني غير أنى تابعت كتاباته في الفن والاعلام عندما كتب لي ان أكون اول محرر ــ بعد رئيس التحرير/المؤسس الأستاذ طلحة جبريل ــ يوقع عقدا مع “الصباح” قبل ولادتها ويكون ضمن فريقها المؤسس.

التقيت بعضا من زملائي بالأحداث المغربية لكن لغزيوي ظل متفلتا عن هذا اللقاء.

الشيء الثاني الذي اختاره القدر لي وللمختار هو تربة الجذور: تافيلالت فكلانا نتحدر من هناك بقلب سجلماسة أبا عن جد. ويقيني ان كلينا يحمل في جيناته مورثات الصحراء مزاجا وميزات.

الشيء الثالث الذي لا اشك انه قاسم مشترك بيننا هو حس السخرية، اعرف نفسي واسلوبي الذي يفرض نفسه علي بثلاث لغات مثلما اعلم ان هذا الحس متمكن من لغزيوي من خلال ما يكتب. وقد ضل ينشر بانتظام وتلك علامة جلد وتحدي وصبر الصحراوي.

ولأننا لم نلتق بعد فقد لاحظت اني اتفاعل بتعليقاتي على تدوينات المختار وان فيها جميعا ــ ولابد وعن غير قصد ــ قسط محترم من السخرية والدعابة، وبمثلها يرد علي في كل مرة.

كلانا يرد بسخرية على الواقع وهي مناسبة لكي أؤكد لقرائي ان الساخرين ليسوا مستهترين بل على العكس تماما هو أكثر المتطرفين والاقوى جنوحا للجدية، اذ نقيض الجدية ليس السخرية بل اللامبالاة.

آخر “كلاش” مرح ساخر بيني ولغزيوي حصل اليون في ساحة تعليقات حسابه الفيسبوكي عندا كتب بطريقته عن “التكاتكة” أي كائنات “التيتوك” فكتبت تحت المقال المصور ما يلي: “لا لا….ليسوا قبيلة تكاتكة بل عصابات حراتكة”.

اجابني لغزيوي هكذا :” نهم حقا قبيلة يقودها الغزواني صاحبك”.

فرددت لكي انتزع من زميلي مزيدا من المرح :”

انا فعلا عارف هادشي كلو سبابو الغزواني، غير أنه لم يتم بعد حل لغز هوية هاد الغزواني لي هو قديم في المغرب إلى درجة غناات عليه الغيوان وقالوا سعدات لي رضا عليه الغزواني.وجاء في التعليل أن مية علام دايزة تحت علاموا…وقيلا هاد الغزواني برتبة مارشال فداكشي. والحق اقول لا استطيع ان أزعم اني اعرف من يكون ابو الغزوات هذا كي اتخذه صاحبا أو لا افعل، والدليل على أن الغزواني سر من الاسرار الكونية أنه حتى زميلي لغزيوي لم يهتد لمعرفة من يكون رغم اني توسلت إلى المختار بحق تراب تافيلالت الذي منه اتينا ولكن زميلي عجز إلى الآن في فك شيفرة الغزواني الذي يقف _ ولا مراء_ خلف تمرد وعربدة بني حرتوك في الفيسبوك والطيكطوك.اما عني، فشعاري باق: رصي راسك”.

رصي راسك هو عمودي بموقع “الشوارع” أما حكاية الغزواني فهو “العامل الصوفي” الذي الجأ اليه لتفسير ألغاز كثير من الغاز السياسة والدعم المالي والاسناد الإداري لشخص دون غيره او لمؤسسة دون سواها.

حينما لا اجدد مبررا كي يظل شخص ما يقفز دائما من منصب الى اخر رغم وجود من يستحقه اكثر منه كفاءة واستحقاقا…عندما الاحظ الرضا الطافح على عينة من المغاربة لاعتبارات لا تدخل عقلا ولا تستوطن خاطرا..عندما أجد أشخاصا عرفتهم منذ طفولتي مسؤولين وقد شاب رأسي وهم باقون حيث هم أو أرفع…لا أجد تبريرا ولا تفسيرا عقلانيا فأتوسل بالتراث فأجد أغنية لناس الغيوان يقولون فيها على لسان علا يعلى: أسعدات لي رضا عيله الغزواني..ميات علام دايزة تحت علامو” فأرتاح نفسيا لأني حددت المسؤول عن هذا الذي يحصل معي ومع المغاربة.

وبما أني لست من المرضي عنهم “كجماعة الغزواني “وهذا لا يحتاج دليلا، وحيث أني ولغزيوي لم نلتق لشرب تلك القهوة…فهذا معناه أن الغزواني غير راض عنا وإلا لكان سمح بذلك اللقاء المؤجل أزيد من عقد ونصف.

لله في خلقه شؤون وستبقى دوما وبلا شك للغزواني معايير مستعصية على الفهم في منح الرضا لهذا أو سكب السخط عن ذاك..أو منع قهوة عن هاذين.

رب قد بلغت وكتب ونشرت فاشهد أني بريء من الغزواني مثلما هو لا يستطيبني ــ على ما يبدو ــ واشهد يا مولاي أن للغزيوي دين/قهوة معلقة في عنقه وإن لم تتحقق فاجمعنا معا في فردوسك الأعلى لنشربها هناك.

وبهذه المناسبة فقد عن لي ذات مرة، حينما تمعنت في أن لأهل الجنة فيها ما يشتهون، جنح خيالي وأحببت أن أكون أول عبد على هذه البسيطة يسأل ربه قبل موته أن يحجز له في الآخرة حصريا إصدار صحيفة أرشيفية تكون تسلية مني لأهل الجنة وتنكيدا مني على أهل النار أنشر فيها وحدي وأكون مديرها وحدي ــ كما في الشوارع الدنيوية ــ أنشر فيها أسرار الحياة الدنيا وأنقل لأهل الجنة أخبار أهل سقر كي يعرفوا كم هم محظوظون…وأنقل لأهل جهنم نعيم أهل الجنان كلها لأزيد المجرمين غيضا على نكدهم.

هناك، بفضل ربي، لن أحتاج منعي من بطاقة صحافة أو حجبي عن دعم كما هنا، ولن أعاني جفافا مطلقا في الإشهار، ولن أحتاج لمدح الحكومة دوما كي تمنحني فما، لا ولن تهددني “لجنة مؤقتة”…في عالم دائم مطلق عنوانه الخلود.

خويا المختار…الدايم الله ومن غيرو كذاب.

سلمت.

www.achawari.com

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد