لن نقبل دروس ترامب “مقامر” أمريكا و ماكرون “سيسي” فرنسا

الشوارع/ المحرر

رغم تسارع الأحداث والحوادث وطنيا ودوليا، مع ما تسببه من صداع رأس لنا كمراقبين ومواطنين قبل ذلك، فإن على كل منا أن يضع رأسه بين راحتيه ليمنع الشعور بالدوار ولكي يركز في اتجاه الحقائق الثابتة.

كل سنة يستهدف الغرب العالم الثالث ومغربنا ضمنه بلا شك بتقارير غاية في الأستاذية و الاستعلاء حول “كسلنا” في مواد حقوق الإنسان وحرية التعبير و الإعلام واحترام الأقليات والنساء و”الشواذ” و ما لا يحصى من دروس الدعم و والتقوية التي يمدوننا بها، ومعها يقطرون علينا عصير النحاس الكاوي وليس مجرد “شمع” سرعان ما يبرد.

هذا الغرب بزعامة أمريكا و فرنسا وانجلترا..وغيرهم يتعرض حاليا بسبب حادثين أحدهما عربي على الأقل، يتعرض لتشليح وتعرية عورات تستحق منا كل البصق في وجوه المنافقين و معه إطلاق صافرات الفضح.

أمريكا ترامب، وواشنطن المحاضرات في حقوق الإنسان، عشنا حتى رأيناها في قلب فضيحة غض الطرف و الدفاع المستميت عن قول الحقيقة في مقتل وتقطيع إعلامي يعد مواطنا مقيما على أراضيها وكاتبا في إحدى أشهر وسائل إعلامها. إنه خاشقجي الذي عرى بقلمه فراعنة الرياض وبدمه سواد قلوب وعقول سكان البيت الأبيض.

عندما تفشل الدول والحضارات وتسقط أخلاقيا فلابد أن تكون تلك بداية السقوط المادي: عسكريا واقتصاديا وسياسيا..إنه الفشل الأخلاقي الكبير الذي به رسمت الولايات المتحدة بداية طريق اللااتحاد سياسيا ومؤسساتيا.

ترامب ورهطه قطعوا صفحات دستور الآباء المؤسسين ورموا به في دوارت مياه واشنطن “دي سي”.

أما فرنسا التي لولا دماء أفريقيا التي تمتصها ليل نهار لكانت أصيبت بالسكتة القلبية و الدماغية قبل عقود، فقد تحولت وأمام عدسات الكاميرات، وفي ساحة الشانزيليزي وقرب قوس النصر/النحر إلى جمهورية الزراويط والعصي الغليظة و الغاز الخانق في حق المتظاهرين الرافضين للزيادة في ثمن المازوط وباقي المحروقات.

فرنسا ــ ودعك من النفاق ــ تبقى قوة استعمارية وبلادا امبريالية، هويتها أيضا أنها دولة بوليسية قامعة وعصابة قتل وإجرام وتقطيع رؤوس..واسألوا أرشيف باريس ماذا فعلت عساكرهم في أشقائنا بالجزائر.

ولأن الشخصية الفرنسية ــ ودعك من التزاويق ـ انتهازية منافقة بالأساس، فقد كشفت هذه الشخصية نفسها عن معدنها الزئبقي هذا الأسبوع حين تصرف إعلام بلد الأنوار بنفاق سوداوي تجاه المتظاهرين، مستلهما خطاب ونظرية قوى العسف والاستغلال، محملا المسؤولية كل المسؤولية للجماهير الغاضبة، مشيدا بقوى القمع الفرنسي وتعاطيها القاسي مع المتظاهرين.

في لحظة واحدة استنفد إعلام فرنسا كله بطارية الموضوعية و الانتصار لرأي الشعب الحر و كتب بكل مكوناته من محبرة ماكرون. كل الإعلام الفرنسي توحد في سيمفونية واحدة عزفت لحنا نشازا اتجاه كل ما يفخر به الغرب المنافق في قضية حرية التعبير و التظاهر.

فمتى سيرعوي بنو جلدتنا ويثوبون عن التعبد في محراب هذا الغرب الفاسد اقتصاديا الساقط أخلاقيا، والمنقلب على خطاباته في كل منعطف حقيقي تهب فيه ريح صرصر تسقط أوراق التوت عنه، من الصرة فما تحتها؟

www.achawari.com

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد