الشوارع/المحرر
يشهد المغربي هذه الأيام دينامية تحركات وقرارات ملكية في كل الاتجاهات،متجاوزة بذلك تكلس الآلة الحكومية والروماتيزم المزمن للسياسيين وباقي الفاعلين حين يدعو داعي المبادرة الفعالة والإنجاز على الأرض.
وينظر الشعب المغربي بفئاته الفقيرة ومتوسطة الدخل بعين الرضا وآمال عريضة في القلوب كي تنعكس هذه المبادرات عليهم بالخير، أفرادا وأسرا ومقاولات.
وإلى جانب الرضا المعلن يكمن تخوف مكتوم من نشاط محتمل لجيوب المقاومة المألوفة، التي تتكاثف عبر آلياتها الإدارية الفتاكة لتفشل مبادرات الملك فيذهب مجهوده هباء، ويتضخم اليأس في الحاضر والمستقبل.
للمغاربة تجارب مرة في هذا المضمار مع نخبتهم السياسية ومسؤوليهم الإداريين البيروقراطيين، الخبراء في علم “القالب” والالتفاف والتسبب في كل أنواع الجفاف.
وتأتي تحركات وقرارات محمد السادس قبل أي تقرير أو مخرجات للجنة النموذج التنموي التي تواصل رحلاتها المكوكية،وإن كانت النخبة تتابعها،فإن وهجها بدأ يتلاشى يوما بعد يوم.
المغاربة يؤمنون أن الملك وحده القادر ــ بعد الله تعالى ــ على إحداث تغيير حقيقي في هذه البلاد. يعرفون هذه الحقيقة بحكم المتابعة والتجربة التاريخية.
نقر بهذه الحقيقة مع أبناء شعبنا، ولكننا لا يمكن أن نصمت ونسلم تسليما، بل نضيف التالي بكل قناعة:
ليس الملك ملاكا ولا هو يملك عصى موسى، بل هو مسؤول وسط شعب تعداده عشرات الملايين، ويتحرك ضمن بنيات مؤسساتية موروثة فيها ما يكفي من عوامل الفشل والإفشال لتجعل التحدي حقيقيا.
يحتاج الملك إلى مساندة وطنية يقظة وزخم شعبي متابع ومحاسب لمن يقف ضد هذه المخططات الملكية الواعدة، في المدن كما في البوادي والقرى والأرياف.
يحتاج الملك إلى من يساند ويتابع ويحتج ويصرخ في وجه المفسدين، باستمرار وبلا يأس أو كلل.بهذا سيشعر رئيس الدولة أن الشعب يرعى مشاريعه الشعبية ويزداد حماسه وثقته في المستقبل.
يحتاج الملك إلى نخبة شجاعة، وإعلام قوي غير جبان، يقول ما ينبغي أن يقال، وينتقد ويفضح….إلى جانب قضاء ونيابة عامة لا تأخذها في تطبيق القانون لومة لائم ولا انتساب محسوب على أية جهة، علا شأنها أو سفل.
www.achawari.com