الشوارع
يجب على مهندسي النموذج الجديد بالمغرب إن كانوا جادين فعلا في وضع قطيعة مع الماضي بكل تراكماته أن يخصصوا ميزانية لبناء منشآت كثيرة سجنية وأخرى للطب النفسي.
فبفعل الفساد الذي ضرب بأطنابه خيمته في ساحة الوطن يجب اقتياد الألوف من المستفيدين إلى السجون، ونتيجة الفصام الذي أصيب به فصيل كبير من نخبتنا السياسوية و جزء لا يستهان به من الشعب، سيكون من واجب الدولة توفير العلاج النفسي لهم، قبل أن تصاب هي بالعدوى نفسها إن تسرب إلى مفاصلها هؤلاء المرضى.
قبل سنوات وشهور كان اسم حزب “البام” يرد مقترنا بالدولة، ولم يكن أحد يحتج ولا حتى يلقي بالا للأمر، والأمر مفهوم لأن القوم كانوا ينتظرون متلمظين النصيب من الكعكة الحكومية، بل إن منهم منهن من فصل البذل اللائقة وصار يعود نفسه على طريقة معينة في الكلام والمشي والتدرب على النظر “للشعب” من فوق.
ولكن أتى على الناس في مغربنا حين من الدهر السياسي حتى بات كبار الباميين يصرون على التبرؤ من الدولة، ومسح أثار “قبلات الدولة” من على خياشيم وشفتي و”حناك” حزب الأصالة والمعاصرة. وقد تطوع عبد اللطيف وهبي عضو المكتب السياسي للحزب للقيام بهذا الدور الذي يراهن على إبعاد “تهمة” الدولة عن البام..”الثوري النوري الكلمنجي القاعد في الصف الأكلنجي..شكلاطة وكراميلا”.
فقد رفض وهبي خلال لقاء حزبي بطنجة أمس وصف حزب الأصالة والمعاصرة بحزب الدولة، معتبرا أننا “كلنا مغاربة، وكلنا ملكيون، فنحن لسنا بحزب الدولة” وزاد وهبي أن الدولة ” التي في تاريخها 14 عشر قرنا من التواجد والاستمرار، لن ينفرد أي حزب في الادعاء بكونه وحده من يقوم بمساندتها..”.
تعليق:
لابد لكل دولة سواء كانت عميقة أوغميقة أومتوسطة العمق أوحتى سطحية ..لابد لها من رجال..ومن كائنات أخرى.
وبناء على هذه الحقيقة، على كل فرد/مواطن/سياسي أن يضع نفسه في المكان الذي يليق به ويشعر فيه بأنه “نوع” حقيقي يستحق الوجود ويؤدي الدور الملائم له تماما.
WWW.ACHAWARI.COM