محمد السادس يعين بنموسى مندوبا للتخطيط خلفا للحليمي

عين الملك محمد السادس شكيب بنموسى مندوبا ساميا للتخطيط خلفا لأحمد لحليمي علمي.

في ما يلي بلاغ من الديوان الملكي:

“استقبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، يومه الجمعة 18 أكتوبر 2024 م، بالقصر الملكي بالرباط، السيد شكيب بنموسى، وعينه جلالته مندوبا ساميا للتخطيط.

كما استقبل جلالته، أعزه الله، السيد أحمد لحليمي علمي، المندوب السامي للتخطيط سابقا، ووشحه جلالته بالحمالة الكبرى لوسام العرش.

تعليق:

هذا جزء مما كتب صحيفة العرب بلندن عن لحليمي بتاريخ 17 مارس 2022

“يرأس أحمد الحليمي العلمي المندوبية السامية للتخطيط، المؤسسة الرسمية، لمدة تقارب 15 سنة دون توقف أو استراحة في العمل للسهر على إنتاج البيانات الاقتصادية والمؤشرات الاجتماعية الدقيقة في كافة مناحي الحياة اليومية للمغاربة، ويمتلك القدرة على تصويب الأعطاب التي تتسبب فيها سياسات الحكومة والمؤسسات. لا مشكلة لديه في الاستدانة من الخارج إذا كان الهدف هو الاستثمار، لكنه يتعفف عن اللجوء إلى الاستدانة من السوق الداخلية حتى لا تتأثر القطاعات الإنتاجية المحلية الواعدة في ظل بلورة رؤية لما يجب أن يكون عليه الاقتصاد المغربي.

العلمي رجل الدولة اليساري الذي يقترب من التقاعد من منصبه، يترك وصيته بضرورة امتلاك زمام المصير الاقتصادي للمملكة، والتخلص من البعد الدوغمائي لتوصيات المؤسسات المالية الدولية، وعدم التمسك بالتوازنات المكرواقتصادية في ذاتها، كما يلح على ضرورة التجاوب مع ما تنتجه المندوبية ورؤيتها لما يجب أن يكون عليه الاقتصاد الوطني، تمليها الرغبة في خلق نقاش عمومي، يساعد في رسم معالم سياسة اقتصادية، تكون لها أهداف اجتماعية.

دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس، بمناسبة افتتاح البرلمان في الخريف الماضي، إلى إجراء إصلاح عميق للمندوبية السامية للتخطيط، لتأهيلها لتكون قادرة على مواكبة النموذج التنموي، وهذا ما تم فهمه على أنه تحفيز للعلمي لتجهيز كل الأدوات اللازمة وتأهيل الشخصيات الكفؤة لاستمرار هذه المؤسسة في تقديم المطلوب منها من إحصائيات وأرقام وقراءات للوضعية الاقتصادية والاجتماعية للمملكة في المراحل المقبلة، لجعلها آلية للمساعدة على التنسيق الاستراتيجي لسياسات التنمية، ومواكبة تنفيذ النموذج التنموي، وذلك باعتماد معايير مضبوطة، ووسائل حديثة للتتبع والتقويم.

العلمي رجل دولة مؤمن بقوة بالإحصائيات التي تقدمها المندوبية، لهذا يقارع بإحصائياته كل أرقام الحكومات المتتالية فيما يخص الشأن العام، حول نسب النمو ومُعدّلات البطالة وإحصائيات مستوى الدخل، وخارطة انتشار الفقر، فهو الخبير الاقتصادي، وواحد من أبرز مدراء المؤسسات العمومية الاستراتيجية في المملكة، استغل إمكانياته الأكاديمية وخبرته السياسية التي طورها إلى جانب عبدالرحمن اليوسفي في حكومة التناوب نهاية التسعينات من القرن العشرين، ليعطي هذه المؤسسة وزناً نوعياً لتصبح من المؤسسات الغنية بالمنتوج الإحصائي في قضايا حيوية تهم النمو الاقتصادي والسكّان ومؤشرات البطالة والخصوبة والأسعار والمعيشة وغيرها، ما جعله هدفاً لانتقادات عدد من القطاعات الوزارية وغيرها التي لا تقلقها إحصائيات مؤسسته وعصيّا على الترويض السياسي.

التوجّه العام بين المعارضين في الماضي كان رفض فكرة الاشتغال بالإدارة واعتبارها بمثابة خيانة للمبادئ، لكن العلمي ينظر إلى الأمور من زاوية مختلفة عندما يقول إن السياسي يجب أن ينطلق من العلم بالواقع

وعندما استقبله الملك محمد السادس في العام 2014 أمده بدعمه وتأييده للمحافظة على استقلالية المندوبية السامية للتخطيط، كمؤسسة رسمية للمعلومة الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، حيث تُناط بها مهمة إنتاج المعلومة الإحصائية وتحليلها وحفظها ووضعها رهن إشارة السلطات العمومية والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين والباحثين والمجتمع المدني والعموم. وتضطلع المندوبية، بمهمة إعداد الحسابات الوطنية والجهوية والقطاعية والقيام بالدراسات الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية وإعداد التوقعات الاقتصادية والسوسيو – ديموغرافية وتتبّع تطور الظرفية الاقتصادية والمالية وظروف معيشة السكان.

كانت توقعات المندوبية السامية للتخطيط التي يرأسها العلمي حاضرة أيضا بخصوص خطر الإصابة بفايروس كورونا، والتي رجحت أن يصيب الفايروس حوالي 17 مليون مغربي، في حال عدم التقيد بإجراءات التباعد الجسدي، وعدم تطبيق تدابير الحماية الذاتية ورفع الحجر الصحي بشكل عام وكلي، فمنذ ولوجه أبواب المندوبية السامية للتخطيط التي ارتبطت باسمه منذ تعيينه على رأسها سنة 2003، وهو يشتغل بتفان لثماني ساعات أو أزيد في اليوم دون أن يتسلل الملل أو التعب إلى جسده أو ذاكرته الفولاذية، دقته في العمل تجعل من المحيطين به يسارعون الخطى لمواكبة ما يقترح من أفكار أو إجراءات…”

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد