الشوارع
إذا استعصى عليك فهم حجم ومخاض لحظة سياسية أو حزبية ما فلا تنتظر من ساسة الصف الأول أن يفتح الله عليهم بقول يجلو الغموض أو يمسح الغبار عن الفهم والإفهام.
دعك من هؤلاء وانظر إلى ما يتسرب بوعي أو بلا وعي على لسان ساسة الصف الثاني أو الثالث، أو قل الأذرع أو الأبواق المحسوبة على “الزعماء”.
بينما جمع بنكيران في بيته شلة منتقاة من الصحافيين المقربين، نشر موقع “اليوم 24” مقال رأي لبلاد التليدي،موظف التعليم الذي ظهر بين الصحافيين وهو “يمغط رجليه” معا لصيقا ببنكيران.
نختار لكم الفقرة التالية من مقال التليدي حول “اليوسفي المستعار”، و التي نقدر أنها تقول أشياء كثيرة بالتلميح، القريب من التصريح، وتكشف ما يعتلج في صدور أل البيجيدي هذه الأيام، دون أن يصل صاحب المقال إلى جرأة كسرة الجرة بالجرة:
“معركة السياسة اليوم في المغرب، ليست بين عفة اليوسفي ومصداقية بنكيران، فالرجلان معا، ينتميان إلى مدرسة الإصلاح، بل مدرسة الإصرار والعناد في مواجهة الجيوب المناهضة له، إنما المعركة اليوم، مع الذين يحاولون العودة بالمغرب إلى الوراء، إلى ما قبل دستور فاتح يوليوز، بل الذين يريدون كشط سبع سنوات من السياسة، من تاريخ المغرب، ومحاولة شيطنتها وتصويرها كما ولو أنها كانت أسوأ لحظات السياسة، مع أنها هي التي ساهمت في نجاة المغرب وإنقاذه من كابوس مرعب.
جوهر الصراع اليوم، بين قوى الإصلاح ولوبيات الضغط من جماعات المصالح، فضلا عن خدمها السياسيين، الذين يبذلون كل الجهود من أجل مساعدتهم بإنتاج المقولات والحجج لهزم الإصلاحيين، شعارهم في ذلك ضرب الإصلاحيين بالإصلاحيين، وتعميق تناقضاتهم، مع العلم أنهم إن قضوا على لحظة بنكيران، فلن يستبدلوها بلحظة اليوسفي ولا بلحظة أي إصلاحي من طينتهم، وإنما سيحلون محلها لحظة من أسوأ لحظات المغرب، هي أسوأ من لحظة إلياس العماري التي كانوا يجتهدون لتحقيقها، بل، ربما، أسوأ حتى من لحظة أخنوش التي لم يساعف القدر في إحلالها رغم جهود التلميع والتزيين والآلة الإعلامية الضخمة الخادمة”.
تعليق:
بمنطق رأي على رأي، فإننا نرى أن معركة السياسة بالمغرب اليوم، مثلما كانت بالأمس وستكون حتما غدا هي حرب طاحنة بين تجار الدين والسياسة وشعب مغلوب على أمره.
حرب طاحنة بين الجهل المركب ومشروع الوعي الحقيقي المغيب المحارب.
حرب ماحقة بين أبناء وبنات الحلال و لقطاء ولقيطات الأزقة السياسية.
حرب لا هوادة فيها بين أهل القناعة وآكلي السحت السياسي. بين أبناء الوطن و بين مصاصي دمه.
يكفي.
www.achawari.com