مناخ المغرب: أمطار رعدية وسيول مقابل إجهاد مائي حرج

في صورة مليئة بالتناقضات الطبيعية في مناخ المغرب، تشهد المملكة أمطارا رعدية تسببت في سيول كبيرة، في الوقت نفسه تعاني السدود تدنيا حرجا في مستوى نسب ملئها.
وقد عاشت عدة مناطق بالمغرب موجة من الأمطار الغزيرة مصحوبة بعواصف رعدية قوية، خلفت خسائر مادية متفاوتة في عدد من الأقاليم، أبرزها أزيلال وتنغير وبولمان ودادس والرشيدية وورزازات.
وخلفت هذه العواصف، في مناطق محاذية لسفوح جبال الأطلس الكبير، سيولا قوية اجتاحت عدداً من الدواوير بإقليمي أزيلال وتنغير وارتفع منسوب المياه في بعض الأودية، ما دفع السلطات المحلية إلى إصدار تحذيرات للسكان تفاديا لأي خطر محتمل.
وبمنطقة آيت بوكماز،التابعة لإقليم أزيلال، كان دوار آيت وانكدال من بين المناطق الأكثر تضررا، حيث تسببت سيول خلفتها عاصفة رعدية في غمر الحقول الزراعية وإلحاق أضرار بعدد من المزروعات، لاسيما بالقرب من وادي آيت حكم.
كما لحقت خسائر طفيفة ببعض المحاصيل، مثل البطاطس والجزر والنعناع، في دواوير آيت أوهام والزاوية والمزي، المعروفة بإنتاج التفاح.
وعلى مستوى منطقتي دادس وبولمان، تسببت التساقطات المطرية المصحوبة بالتبروري في اجتياح السيول للحقول، مخلفة أضراراً بعدد من الأشجار المثمرة، خصوصاً الزيتون. وقد بدأت هذه التساقطات، وفق مصادر محلية، حوالي الساعة السادسة والنصف مساءً، مخلفة أجواء من القلق وسط الساكنة.
وفي إقليم تنغير، أدت الأمطار الغزيرة إلى ارتفاع منسوب مياه بعض الأودية وانقطاع عدد من المسالك الطرقية، خصوصاً تلك التي تربط القرى والمداشر بمركز الإقليم.

وفي مقابل هذه الكميات من الأمطار الصيفية، تشير بيانات للسدود المغربية إلى انخفاض مخيف في حقينتها حيث لم تتتجاوز عموما الـ 35 في المائة، ما يعني اتساع دائرة ما يسمى “الإجهاد المائي المزمن”.

وتؤكد البيانات الرسمية تراجع حقينات السدود والمنشآت المائية المغربية؛ حيث بلغت نسبة الملء الإجمالي لمجموع سدود المملكة، وفق المديرية العامة لهندسة المياه حسب الأحواض المائية التسعة، 35,39 في المائة، بكمية مياه تقدر بـ 5.931,66 مليون متر مكعب، من أصل 16.762,51 مليون متر مكعب إجمالي “الحجم العادي”.
وإلى حدود بداية غشت الجاري فإن هذه المعطيات تظهر أن النسبة الإجمالية للملء لم تكن تتجاوز معدّل 28,63 في المائة في اليوم نفسه قبل سنة.
وتستمر أربعة أحواض مائية، من أصل تسعة، في إظهار نسب ملء لا تبتعد عن عتبة الاجهاد المائي الحرج.

ويتعلق الأمر بكل من “أم الربيع” الذي تراجعت حقينته إلى 10,72 في المائة، و”سوس ماسة” بـ 18,78 في المائة، و”ملوية” الذي انخفض بدوره إلى 29,06 في المائة، و”درعة – واد نون” بـ29,45 في المائة.

في المقابل، تحتفظ باقي الأحواض، خاصة تلك الكائنة في النصف الشمالي للبلاد، بنسب ملء متوسطة، تناهز في معظمها النصف، حسب بيانات وزارة الماء.
وخلال شهر فقط، سجلت نسبة ملء السدود المغربية تراجعا من 38.01 بالمائة أواخر شهر يونيو المنصرم إلى 35.78 بالمائة حتى متم شهر يوليوز المنقضي.
ويلاحظ أن السلطات المختصة في المغرب مستمرة ، خلال كل صيف،في مواجهة “شبح العطش” في عدد من المناطق القروية والحضرية البعيدة التي تعرف درجات حرارة مفرطة تزيد من ضياع المياه السطحية جراء موجات الحر الشديد.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد