نتنياهو يؤكد للأمريكيين من “الكونغرس” أنهم شركاء في إبادة غزة

بكل صفاقة ووقاحة، وجد مجرم الحرب نتنياهو في جوفه ما يكفي من مادة الكذب لمخاطبة الشعب الأمريكي حيث تطالب نخب معتبرة باعتقاله، ليقول لهم عبر الكونغرس أن “انتصار” إسرائيل سيكون أيضا انتصارا للولايات المتحدة، داعيا البلدين إلى “البقاء متّحدين” بعد تسعة أشهر على اندلاع النزاع الأخير مع حركة حماس.

تصفيق للإجرام:

وقال نتانياهو على وقع تصفيق حار في الكونغرس “لكي تنتصر قوى الحضارة يجب أن تبقى الولايات المتحدة وإسرائيل متحدتين”، ولم يوضح أن الحضارة بمفهومه الهمجي هي قتل الاف الأطفال والشيوخ والنساء بقنابل أمريكية زنة الواحدة منها طن وزيادة.”.

وأضاف “في الشرق الأوسط يواجه محور الإرهاب بقيادة إيران، أميركا وإسرائيل وأصدقاءنا العرب. هذا ليس صراع حضارات. إنه صراع بين الهمجية والحضارة”، ولك يشر إلى أن غزة وحدها ببضع آلاف من المقاتلين بأسلحة تقليدية وخفيفة جعلت “حضارته” تجثو على ركبتيها بجبروتها وسلاحها الفتاك وملاييرها من الدولارات.

وصفّق الجمهوريون وقوفا لنتانياهو عشرات المرات خلال الخطاب الذي قاطعه أكثر من 60 مشرعا ديموقراطيا بينهم رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي.

وبتصفيقهم هذا إنما كانو يصفقون للقتل الممنهج والتدمير والتقتيل والتجويع، هل هناك شي آخر يستحق منهم التصفيق غير هذه المآسي؟

احتجاج مكتوم:

موقف هؤلاء يأتي احتجاجا على طريقة إدارة نتانياهو للحرب في غزة حيث قتل 39145 شخصا، معظمهم مدنيون ولا سيما من النساء والأطفال، وفق أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس في القطاع.

إنهم مختلفون فقط على كيفيات القتل، أما القتل بحد ذاته فهو موضوع إجماع دائم في ناديهم الإجرامي.

وتجمّع آلاف المتظاهرين أمام الكونغرس احتجاجا على خطاب نتانياهو وللمطالبة بوقف النار في غزة.

وهؤلاء هم من هددتهم الدولة الأمريكية قبل خطاب نتنياهو بالاعتقال، في بلاد تزهم الدفاع عن حريات التعبير.

ورفعت لافتات تحضّ الولايات المتحدة على “وقف المساعدات الأميركية لإسرائيل” وتصف نتانياهو بأنه “مجرم حرب”.

وقال نتانياهو متوجّها إلى المحتجين على الحرب في غزة “عندما يعمد طغاة طهران الذين يشنقون المثليين من على رافعات ويقتلون النساء لعدم تغطيتهن شعرهن، إلى الإشادة بكم والترويج لكم وتمويلكم، تكونون قد أصبحتم رسميا أغبياء تستفيد منكم إيران”.

لاحظوا أن نتنياهو من فرط سقوط السردية الصهيونية صار يتمسح بالشواذ عسى ولعل يرمم الحكاية القديمة، حكاية المظلومية التي سقطت إلى الأبد بسبب دماء عشرات آلاف من الشهداء الأبرياء.

لقاء الحبايب:

وحضّ نتانياهو الولايات المتحدة على رفع تجميدٍ تفرضه على حزمة مساعدات عسكرية لإسرائيل، مشيرا إلى أن غزة ستكون منزوعة السلاح و”خالية من المتطرفين” بعد انتهاء الحرب، مبديا “ثقته” بأن الجهود التي تبذل من أجل الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس ستُثمر.

ــ ربما يقصد تجميد السلاح النووي، لأنه ما من سلاح أمريكي إلا وأرسلوه لتل أبيب لتجربه في أجساد أبناء غزة وبناتها.

وقال أمام الكونغرس بحضور الرهينة السابقة نوعا أرغاماني البالغة 26 عاما “أنا واثق بأن هذه الجهود ستتكلل بالنجاح”، موجّها الشكر إلى الرئيس جو بايدن على “جهوده الحثيثة” من أجل الإفراج عن الرهائن.

ــ طبعا بايدن كصهيوني قديم كفى ووفى ومد الكيان/العقيدة بكل شيء منذ انطلاق الطوفان كان معهم ولهم سن\ا بالليل والنهار.

وشدّد على أن “انتصار” إسرائيل سيكون انتصارا للولايات المتحدة، وقال “نحن لا نحمي أنفسنا فقط. نحن نحميكم… أعداؤنا هم أعداؤكم، معركتنا هي معركتكم، وانتصارنا سيكون انتصاركم”.

ــ هي هي الحكاية نفسها: الاحتلال يدافع عن “الحضارة الغربية”

إلى ذلك، لفت نتانياهو إلى أن اسرائيل “ستقوم بكل ما ينبغي” لضمان أمن حدودها الشمالية، حيث يستمر تبادل القصف بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران.

ــ لكنه لم يتحدث عن آخر ما جلبه الهدهد في أحدث زيارة له إلى تلك القاعدة العسكرية الكبيرة في شمال فلسطين المحتلة,

وهذه هي المرة الرابعة – وهو رقم قياسي بالنسبة إلى زعيم أجنبي – التي يخاطب فيها نتانياهو الكونغرس، وهو أمر عادة ما يكون مخصصا للقادة الذين يُجرون زيارات دولة.

ــ هذا لأن الكيان هو من يحكم الولايات وليس العكس.

ويلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي الخميس في البيت الأبيض الرئيس جو بايدن الذي تربطه به علاقة متقلبة.

ــ لا تقلب ولا هم يحزنون. هم سلموا له الخيط والمخيط والمال والعتاد من زمان.

أما نائبة الرئيس كامالا هاريس فغابت الأربعاء عن الكونغرس متذرعة بضيق الوقت، على الرغم من أنها هي من يجب أن يرأس الجلسة وفق البروتوكول.

وأعلن مكتب هاريس الثلاثاء أنها ستلتقي نتانياهو “هذا الأسبوع”، في لقاء “منفصل” عن لقائه ببايدن.

وردا على ذلك قال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إن الخطاب “أهم من أي شخص”.

ــ وبتعبير آخر، كلهم صهاينة ويكون اللقاء بمن حضر، لأن دعم الكيان فرض عين على كل ماريكانية وماريكاني.

وسيزور نتانياهو الجمعة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، المرشح للرئاسة، في دارته في فلوريدا، بدعوة منه.

ــ لقاء الحبايب…ولتسقط كل صفقات القرن.

وفي خطابه أمام الكونغرس قال نتانياهو “أحرص على شكر الرئيس ترامب على كل ما فعله لإسرائيل. من الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، إلى مواجهة عدوان إيران، إلى الاعتراف بالقدس عاصمة لنا ونقل السفارة الأميركية إلى هناك”.

ــ وإن عاد ترامبولا للبيت الأبيض فليس في وسعه أن يرفض للاحتلال طلبا مهما كان.

حلم اليوم التالي:

وتطرّق نتانياهو خلال خطابه إلى مرحلة ما بعد الحرب في غزة، وقال “بعد انتصارنا، بمساعدة شركائنا الإقليميين، فإنّ غزة منزوعة السلاح وخالية من المتطرفين يُمكن أيضا أن تُفضي إلى مستقبل من الأمن والازدهار والسلام. تلك هي رؤيتي حيال غزة”.

وأضاف “يجب أن تكون لغزة إدارة مدنية يديرها فلسطينيون لا يسعون إلى تدمير إسرائيل”.

ــ أي فلسطينيون يعتبرون التنسيق الأمني وتسليم المقاومين للاحتلال مقدسا.

وأشار إلى أن إسرائيل لا تسعى إلى إعادة وضع غزة تحت سيطرتها “لكن في المستقبل المنظور، يجب أن نحتفظ بسيطرة أمنية عليا هناك لمنع عودة الإرهاب، وضمان ألا تشكل غزة مجددا تهديدا لإسرائيل”.

لكن نتانياهو لم يُشر أبدا خلال خطابه إلى دولة فلسطينية يُعارض بشدّة قيامها. وعلى هذا الصعيد، تبقى الهوة كبيرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

ــ بالمناسبة، كيف هي أحوال أهدافك المعلنة منذ اليوم الأول للطوفان…شالوم عليها.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد