نتنياهو يُسقط “التطبيع”..الاحتلال يخرج عن السطر الأحمر لمغربية الصحراء

من حيث لم يكن يتوقع كل مناصر للتطبيع بين المغرب وكيان الاحتلال، خرج رئيس وزراء الكيان المؤقت المدعو نتنياهو، سيء الذكر، ليلوح بخريطة المغرب مبتورة في لقاء له مع قناة فرنسية.

وقبل هذا الفسق السياسي تم تسريب صورة قيل إنها لوزيرة مغربية وهي تتبادل القبل مع ملياردير أسترالي بالعاصمة الفرنسية باريس، وتحديدا بالقرب من حاوية أزبال.

لا تستبعدوا أن يكون المايسترو وراء هاتين الحادثين واحدا، أي أن من فعل الأمرين معا قد يكون هو نفسه المستفيد منهما معا، أي المايسترو الذي يحرك خيوط اللعبة وتأتمر بأمره الجوقة.

ولمن هلل لـ”اعتذار” خارجية الكيان بأن الأمر لم يك أكثر من خطأ غير مقصود ذكروهم بأن رئيس وزراء الكيان المؤقت فعلها قبل اليوم حين استقبل مسؤولة إيطالية بمكتبه في تل الربيع المحتلة وتعمد إظهار خريطة المملكة المغربية ــ التي كانت أول من اعترف بحاضنته ومرضعته أمريكا ــ (تعمد) إظهارها مقطوعة من صحرائها الغربية المغربية.

ماذا يعني هذا سوى حقيقة الصهاينة التي لن يحيدوا عنها والمؤسسة تاريخيا

على الابتزاز وعدم الوفاء بالعهود.

ثم ماذا بعد؟

ترقبوا أن يكررها المهزوم نتنياهو، إن بقي في السلطة ولم يزج به طوفان الأقصى في السجن قريبا، ترقبوا أن يكررها مستقبلا، إذ الرسالة واضحة جدا لمن يهمهم أمرها: نمسككم من الإصبع الذي يؤلمكم. ارضخوا لابتزازنا وإلا سنلعب في ملف الصحراء بمكرنا وخبثنا اللذين تعرفانهم.

وأمام هذه الاستفزازات المتكررة من قبل كيان نتنياهو للمغرب في أقدس قضاياه أما آن لقوم أن يستخلصوا أن هذا “الحليف” غير الطبيعي غير موثوق وغير مأمون ولا يمكن الرهان عليه لا اليوم ولا غدا.

بل كيف يمكن الرهان على مجرد كيان بدا كم هو وهمي بجيشه المقهور واقتصاده المنهار أمام مجرد مقاومة لا تملك قوت يومها قبل أن تملك بنادق تقليدية ووسائل دفاع تعود للحرب العالمية الأولى؟

الواقعية السياسية ليست فقط إقامة اعتبار للقوى الكبيرة عند الحسابات الكبرى بل التراجع عن أي تحالف حينما نفهم بالملموس أن الحليف المفترض غير قادر حتى على الدفاع عن نفسه أمام ميليشيات فبالأحرى هزيمتها وإقناع أي كان بأنه قادر على حماية غيره.

ورب ضارة نافعة، فإصرار كبير الصهاينة على استعراض “عدم اعترافه” بصحرائنا خير لنا من أن “يعترف” لنا بها من تتبارى الدول في سحب اعترافها به مقابل تزايد الاعتراف بالدولة الفلسطينية على أرضها التاريخية.

لقد قالها الملك محمد السادس بالصوت والصورة: قضية الصحراء في المنظار الذي من خلاله ننظر للعالم وعلى أساسه نحدد تحالفاتنا، وليست ثمة منطقة رمادية..فإما أو.

وها هو الكيان المتهالك يخرج علنا عبر رئيس حكومته نتنياهو عن السطر مرتين، فما معنى أن نبقي معه على أية علاقات أو مكتب اتصال أو رائحة تطبيع حتى؟

فضلا عما جنت على نفسها براقش العبرية، فإن الشارع المغربي يغلي برفض التطبيع وسيكون هذا الأمر سندا للدولة للتملص من “تطبيع” هو أصلا “زايد ناقص” قبل أن يصبح ثقلا على القلب والعقل مع ما أقدم عليه نتنياهو بكل صلف وعنجهية.

 

 

 

 

 

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد