نهائي كأس النفاق بين الحراك الأوروبي و”الفيفا”..على قناة “درب غلف”

 أحمد التجاني

انتفاضة تعرفها الساحة الكروية الأوربية من طرف النوادي الكبرى ماليا وتاريخيا بقيادة إمبراطور ريال مدريد فلورنتينو بيريز.

الإعلان عن قرب إطلاق مسابقة بدفتر تحملات فلكي، لكن بصيغة رابح رابح وأيضا بمستويات تقنية أعلى للمباريات حسب تصريح قائد هذا الحراك الكروي

ما زلزل صرح الفيفا والإتحاد الأوروبي وأخرج مسؤوليهما عن صمتهم، فالتغييرات في قانون اللعبة والتدبير  الإداري هو اختصاص بدأ يفلت من أيديهم ما اعتبر إهانة الجهازين.

في الأيام الأخيرة صرح أنفانتينو الفيفا أن هذا العمل يعتبر منافيا للروح الرياضية وهضما لحق الفرق الصغرى في المنافسة على الألقاب.. وسار على منواله رئيس الإتحاد الأوروبي حين  أعقب أن كرة القدم خلقت البسطاء ولا يجب أن يتحكم منطق المال على اللعبة الشعبية الأولى في العالم !!

 يقال: نسي الكذاب وسولو.. يبدو أن المسؤول الأوروبي ونظيره أنفانتينو نسيا أن الكرة لم تعد شعبية ولا لعبة الفقراء منذ زمن بعيد، بعد التغييرات التي أدخلتها “المكننة”.. والقوانين التحكيمية الجديدة كتقنية الفار وعدسة عين الصقر الخاصة بخط المرمى، وجيش الحكام الذي أصبح يدبر كل مباراة، إضافة لعائدات حقوق النقل التلفزي التي وصلت أرقام فلكية، جعلت لعبة الفقراء الأولى نخبوية، وحرمت شعوبا كثيرة حول العالم من متابعة منتخبات بلدانها المستضعفة.

من هنا بدأ الإجحاف الذي تأكد معه أن الكرة لم تعد ملكا للجميع على كف المساواة، ما حال دون استمرار الطفرة النوعية التي عرفتها إفريقيا وٱسيا أواخر التسعينيات تتراجع، وبالتالي فدوافع الفيفا والإتحاد الأوروبي واهية ومردود عليها.

 وبسلوك بيريز ونخبته لسياسة فرض الأمر الواقع، فإنه يقول للمسؤولين المثل العلمي: ” لي كتشطح ما كضرق وجهها “..حولتموها لاقتصاد رياضي قائم الذات، فلنذهب في ذلك لمدى أبعد دون مواربة.

 الأكيد أن سنة من عمر وباء كورونا كان لها وقع سلبي على مالية النوادي والرياضة عموما، وعادة أي أزمة حادة، هناك من يسعى لمسايرتها وانتظار الفرج، لكن هناك أيضا من يعالجها بابتداع طرق مغايرة خارجة عن المألوف للتغلب عليها.

 لعبة شد الحبل هذه ليست جديدة، فقد سبق ومورست سنة 1960 بين الأندية الكبيرة ٱنذاك والإتحاد الأوروبي، ولمكر الصدف كان يتزعمها رئيس الميرينغي رفقة أنتير ميلان، وتمخضت عن ولادة مسابقة كأس الفرق البطلة التي تحولت فيما بعد لمسمى عصبة الأبطال الأوروبية، ما يوحي أن تهديدات الفيفا والإتحاد لن تصمد في وجه الرغبة في التغيير وسطوة المال.

 يعلل فلورنتينو عراب الحراك: إن المستويات التقنية لعصبة الأبطال اليوم ضعيفة، نظرا لعدم قدرة الفرق على تقوية وتجديد صفوفها بسبب غياب الجمهور وتأثير النقص في عائدات النقل التلفزي، وما نسعى إليه هو تمكين الأندية من السيولة المالية الكافية لمواصلة تطوير ذاتها وتطوير اللعبة طبعا لتقديم مستويات تقنية أفضل، وباب المسابقة سيبقى مفتوحا أمام الجميع بإضافة خمس أندية للمسابقة عند بداية كل موسم، لذلك على الأندية الباقية أن تسعى لتحسين مردودها للحاق بقاطرة الكبار.. انتهى كلام إمبراطور الكرة الجديد.

 أما نحن كمشاهدين، فما علينا إلا استهلاك المنتوج ومعه الأخبار القادمة من عظماء الكرة، تماما كما عظماء السياسة، وعزاؤنا الوحيد هو عباقرة درب غلف أو “قراصنة الشعوب المستضعفة” الضامن الوحيد لممارسة شغبنا الكروي وشعرة معاوية التي لا زالت تربطنا بمعشوقتنا الأولى.

وأنت، ماذا تقول حول هذا التهافت حول معشوقتك المستديرة؟

      tijaniofksiri@gmail.com                                                                        

 

www.achawari.com

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد