الشوارع/المحرر
تحل غدا الذكرى التاسعة لـ”20 فبراير”، النسخة المغربية للربيع العربي الذي استحال دمارا وخريفا ومآسي في عدد من البلدان العربية.
تحول الربيع إلى خريف ليس لأن التغيير ممنوع أو مستهجن، ولكن لأن الطريقة التي حصل بها الثورات افتقرت إلى القيادة الحقيقية كما جابهت تحديات محلية ودولية تكالبت ضدها لتئدها في المهد وهي رضيع.
في الحالة المغربية، لم تكن ثورة بل حراكا اجتماعيا وفورة شبابية بلا غطاء سياسي ولا تنظيمي، ثم بردت تدريجيا إلى أن خبا دخان حرارتها تماما.
كانت منبها كبيرا لمن يرخي السمع وهزة في القلوب ولم تصل إلى مستوى الهزات السياسية ولا الرجة الفكرية الحقيقية.
20 فبراير كانت أيضا فرصة للانتهازيين والراكبين على صهوات جيادها، المستغلين لها سياسويا، القاطفين لثمارها انتخابويا.
لاحقا، تفرق شمل الحراك وتشتت دمه بين الحوانيت السياسية وأدعياء النضال وأرباب “الفعل السياسي”، وعدنا كشعب للاحتفال بـ”الذكريات” مع تعداد التواريخ.
لم يعد الآن فرق كبير بين عشرين فبرايرنا و أي شهيد تاريخي، كالمهدي بن بركة أو أمثاله من الرموز المعروفة.
الشعوب والدول المتحضرة ليسوا من يدمرون أو يحرقون باسم الثورات، إنهم من يستخلصون الدروس من أجل تقويم الإعوجاج وتفادي المطبات اليوم وغدا.
المناسبة ليست لمحاكمة الحركة أو مدحها أو إدانة أصحابها، المطلوب اليوم هو إعادة قراءتها.
يقينا لم تكن عشرين فبراير شرا، كما لم تكن كلها صوابا، بل كانت “تجربة” على الطريقة المغربية في كثير من المنعطفات:
ــ عدم الذهاب إلى نهاية الطريق
ــ عدم تجاوز كل الخطوط
ــ الإبقاء على الروح المحافظة..مع توسيع الهامش
www.achawari.com