ما السر الذي جعل البرت أينشتاين علما في سماء العلوم الحقة وكرس اسمه سقفا لمقياس الذكاء البشري؟ ثم اليس هناك علماء كبار قبله وبعده لكنهم لم ينالوا ما كان من نصيبه شهرة ومجدا؟ هي أسئلة كثيرة ومشروعة، لكن قبلها من هو اينشتاين وهل تعرفونه حقا؟
ألبرت آينشتاين عالم فيزيائي ألماني معروف بكونه أحد أكثر علماء الفيزياء تأثيرًا في القرن العشرين، ولد أينشتاين في مدينة أولم الواقعة في ولاية بادن-فورتمبيرغ الألمانية، في الرابع عشر من أبريل من عام 1879، كان والدا أينشتاين يهودًا علمانيين من الطبقة المتوسطة، وكان اسم والده هيرمان أينشتاين ووالدته بولين كوخ، وكانت لديه أخت واحدة تصغره بعامين واسمها ماريا.
بعد ولادة أينشتاين بفترة قصيرة انتقل وعائلته للعيش في مدينة ميونخ، ومن ثم انتقلوا إلى إيطاليا، نتيجةً لتعرض والده لبعض المشكلات في إدارة أعماله الخاصة، كما عرف أينشتاين بكونه طالبًا متفوقًا في الفيزياء والرياضيات، بينما كان متوسط المستوى في باقي المجالات الدراسية الأخرى، ومن الجدير بالذكر أن أينشتاين ترك المدرسة في سن السادسة عشر نتيجةً لموقفه ضد استبدادية معلميه.
تزوج أينشتاين زوجته الأولى ميلفا ماري عام 1903، والتي كانت طالبة فيزياء في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا، حيث كان ألبرت آينشتاين وميلفا زملاء دراسة.
أنجبت ميلفا مولودتها الأولى ليسيرل عام 1902 والتي يعرف القليل عنها، ثم حظيا بمولودين ذكرين؛ هانز عام 1904 وإدوارد عام 1910، اللذان كانا مقربين من أينشتاين قبل انفصال والديهما، ولقد تطلق الثنائي في عام 1919 نظرًا لانشغال أينشتاين بمسيرته العلمية وتفضيل العلم على أسرته وبسبب علاقته الغرامية مع إلسا لوينثال، التي سرعان ما تزوجها بعد طلاقه.
كان أداء ألبرت آينشتاين جيدًا جدًا عندما بدأ المدرسة، ولكنه كان يكره الأسلوب الروتيني والنظام الصارم الذي أبداه معلموه في مدرسة ميونخ، ولذلك قرر ترك هذه المدرسة عندما كان عمره 15 عامًا، وعُرف عنه آنذاك بعدم اكتراثه للدراسة بشكل عام، مع تفوقه في الرياضيات والعلوم.
قدم آينشتاين امتحان القبول في مدرسة الفنون التطبيقية في زيورخ، ونجح في القسم الخاص بالرياضيات، لكنه فشل في أقسام اللغة وعلم النبات وعلم الحيوان، غير انه اجتاز الامتحان في السنة التالية، واستمر في تجاوز التحديات؛ إذ ظن بعض معلميه أنه لن يتخرج، في حين أقرّ آخرون بذكائه، لكنه كان شديد الغرور.
تمكن أينشتاين من الالتحاق بالمدرسة الفيدرالية السويسرية للفنون التطبيقية في زيوريخ في عام 1896، ومن ثم حصل على شهادة دبلوم كمدرس للفيزياء والرياضيات في عام 1901، ومع ذلك لم يتمكن من العثور على وظيفة في التدريس، على إثر ذلك عمل أينشتاين في مكتب براءات الاختراع في مدينة برن السويسرية في عام 1901، حيث تمكن خلال وجوده هناك من تطوير عمله في النسبية الخاصة ومجالات الفيزياء الأخرى.
زار آينشتاين العديد من الدول بسبب طبيعة مهنته. حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة زيورخ في عام 1905، ثم عمل كمدرس في زيورخ عام 1909، ثم انتقل إلى في براغ عام 1911 ليعمل كأستاذ، ثم عاد إلى زيوريخ مرة أخرى عام 1912. بعد ذلك انتقل إلى برلين، حيث أصبح مديرًا لمعهد القيصر فيلهلم الفيزيائي وأستاذًا في جامعة برلين عام 1914.
أكمل أينشتاين حياته في ألمانيا حتى عام 1933، ليتخلى بعد ذلك عن جنسيته الألمانية عندما استلم أدولف هتلر الحكم في ألمانيا، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة ليعمل أستاذًا للفيزياء النظرية في جامعة برينستون، وتمكن من الحصول على الجنسية الأمريكية عام 1940، ومن ثم تقاعد في عام 1945.
يعد أينشتاين من علماء الفيزياء النظرية، إذ قام بإيجاد بعض النظريات الفيزيائية الرئيسية، وفيما يأتي يمكنك الاطلاع على أشهر نظرياته وإنجازاته:
الحركة البراونية: فسر ألبرت آينشتاين الحركة البراونية، والتي تفسر الحركة العشوائية للجسيمات في السوائل والغازات. النظرية الكمية للضوء: تبت أن الضوء يتكون من حزم من الطاقة تعرف باسم الفوتونات، كما فسر أينشتاين انبعاث الإلكترونات من المعادن عند تعرضها لنبضات كهربائية كبيرة مثل البرق.
النظرية النسبية الخاصة: توضح هذه النظرية علاقة الزمان بالمكان، بحيث تشرح أن قوانين الفيزياء تنطبق على الجميع بغض النظر عن سرعة المُشاهِد، وأن سرعة الضوء ثابتة بغض النظر عن حركة مصدر الضوء وحركة المُشاهِد. التأثير الكهروضوئي: وتنص هذه النظرية على أن امتصاص المادة للإشعاعات الكهرومغناطيسية يسبب انطلاق جسيمات مشحونة منها، ‘ذ تنبعث الإلكترونات من صفيحة معدنية عندما يسقط عليها الضوء.
ازدواجية الموجة- الجسيم: تشرح هذه النظرية الطبيعة المزدوجة للفوتون باعتباره موجة وجسيم، إذ إنه يتصرف كموجة وجسيم في آن واحد.
النظرية النسبية العامة: تعمم النظرية النسبية العلاقة بين الجاذبية وهندسة الزمان والمكان.
تمكن أينشتاين من الحصول على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1921، وذلك لإنجازاته في الفيزياء النظرية، وخاصةً لتمكنه من اكتشاف قانون التأثير الكهروضوئي.
مات العالم الشهير أينشتاين في أبريل من عام 1955، نتيجةً لتمدد الأوعية الدموية بالأبهر البطني، كما أنه تمكن أخصائي علم الأمراض توماس هارفي من الحصول على موافقة من قبل ابن أينشتاين لاستئصال دماغه أثناء تشريح جثته على أمل كشف أسرار عبقريته.
