يقف المتحكمون في دواليب العالم حربا وسلما عاجزين عن تقديم الحلول وحتى أنصاف الحلول لمعضلات كبيرة تتخبط فيها البشرية بسبب سياساتهم، وفي هذه الفترة بالذات يقف “الماستر مايند” حائرا وليس بيده سوى جدري القردة وعامل الوقت لـ”التفكير” في كيفيات التعاطي مع عالم على فوهة مدافع حرب عالمية ثالثة.
وقبل بضع سنوات أدخلوا العالم كله في “حجر صحي” بالقوة ومن ثم مرروا ما كانوا خططوا له لتنفيذ اجنداتهم التي ظهرت آثارها لاحقا صحيا واقتصاديا وسياسيا وثقافيا.
واليوم، يبدو أنهم بحاجة لتكرار تلك التجربة التي قلبت العالم ولم يعد بعدها الناس هم الناس كما قبلها: غلاء وتوترات نفسية ولا يقين في الغد وبوادر انهيار اقتصادي واشتعال جبهات الحرب شرقا وغربا.
ولهذا، عادت منظمة الصحة العالمية التي فقدت ثقة العالم لتعلن عن اجتماع عاجل أول أمس، أي حالة استنفار صحية ، بسبب ما تعيشه القارة الإفريقية بعد عودة انتشار وباء “جدري القردة”.
ويتصاعد الترقب مع دعوة المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض اليوم الجمعة إلى “إجراءات عاجلة لمواجهة الانتشار المقلق للوباء في مختلف أنحاء القارة”.
وأورد المصدر نفسه أن “إفريقيا أحصت نحو 38465 حالة إصابة بجدري القردة و1456 حالة وفاة بسبب هذا الوباء منذ يناير 2022، من بينها 887 حالة إصابة و5 وفيات سجلت خلال الأسبوع الماضي”.
وأضاف المركز ، ضمن قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن عدة بلدان إفريقية من مناطق القارة الخمس سجلت حتى الآن إصابات بمرض جدري القردة، متابعا بأن “عدد الحالات الجديدة المبلغ عنها هذا العام يمثل زيادة بنسبة 160 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023”.
وتعود قصة المغرب مع وباء جدري القردة إلى سنة 2022، إذ تم تسجيل 3 حالات إصابة مؤكدة، أولها كانت لمواطن أجنبي.
وفي وقت يبقى الترقب سيد الموقف بخصوص هذا الموضوع، دعا خبراء إلى “إطلاق حملة تلقيح وطنية”، تقي المواطنين المغاربة من جميع السيناريوهات.
ومعنى هذا أن حملة التلقيح المرتقبة قد تعيد التجربة السالفة للمغاربة معها بكل سلبياتها، من حيث فرضها خارج منطق الشفافية الطبية ومعرفة أضرار التلقيح الذي يعمم على عينات من حاملي أمراض مزمنة مثلا، فضلا عن بنيات الاستقبال التي يعرفها القاصي والداني.
وإذا كانت منطق “الحملة الوطنية” هو الجاهز دائما كلما جد جديد، فلنعمم هذا المنطق نفسه على كل الجوائح المعروفة صحيا وتدبيريا وسياسيا، ومن ذلك:
ــ حملة وطنية ضد كل الأمراض المزمنة التي تفتك بمغاربة ليست لديهم مقدرة على علاجها،
ــ حملة وطنية على كل من يبذر الماء من أبسط مواطن إلى أصحاب الضيعات الكبرى والزراعات التي تفتك بالفرشة المائية المتبقية،
ــ حملة وطنية على كل من ينظم حملات بلا حصر على كل من يريد حملة وطنية حقيقية على مظاهر الفساد والفسدة في كل قطاع…مثلا مثلا.