ستاربكس تئن تحت ضربات المقاطعة..هل ينفعها تغيير المدير؟

تجمع التقارير الاقتصادية والمالية أن شركة ستاربكس الأميركية تعاني صعوبات جمة نتيجة تراجع مبيعاتها بسبب حملات المقاطعة بعد العدوان الإسرائيلي على غزة، ما دفعها إلى الانفصال بأثر فوري عن رئيسها التنفيذي لاكسمان ناراسيمها واختيار براين نيكول خلفا له.

سيتولى نيكول أمر شركة ستاربكس في التاسع من سبتمبر المقبل، قادماً إليها من شركة تشيبوتلي التي تقدم أطعمة مستلهمة من المطبخ المكسيكي.

جمع نيكول في شركة تشيبوتلي بين منصب الرئيس التنفيذي والمدير إلى غاية مارس 2018، قبل أن يضطلع بمسؤولية إضافية تمثلت في رئاسة مجلس الإدارة اعتباراً من مارس 2020.

وفي المرحلة التي سبقت التحاقه بتلك الشركة راكم تجربة كبيرة بين 2015 و2018 في شركة تاكو بيل Taco Bell التي تُعتبر واحدة من أكبر سلاسل المطاعم في العالم، حيث تولى منصب الرئيس التنفيذي.

وقد رقِّي خريج جامعة ميامي والحاصل على ماجيستر إدارة الأعمال من إحدى جامعات شيكاغو، إلى ذلك المنصب بعدما تولى منذ 2011 في تاكو بيل منصب رئيس التسويق والابتكار.

تولى نيكول البالغ من العمر 50 عاماً، والذي تقدر ثروته بما بين 100 و120 مليون دولار، مناصب تنفيذية عديدة في بيتزا هوت بين 2005 و2011، بما في ذلك منصب المدير العام ومدير التسويق، هو الذي قضى عشر سنوات بشركة بروكتر أند غامبل.

تلك سيرة مهنية أهلته لأن يُختار من أجل إعادة تلميع صورة شركة ستاربكس، هو الذي سبق له أن تصدى في السابق لعملية معالجة صعوبات واجهتها “تشيبوتلي” التي تضررت صورتها بفعل فضائح غذائية ناجمة عن الإخلال بقواعد السلامة الصحية.

وصفت “فوربس” الإعلان عن تعيين نيكول غير المتوقع بأنه كان إيجابياً. فقد ارتفع سهم ستاربكس الثلاثاء الماضي بأكثر من 24%، بينما انخفض سهم “تشيبوتلي” بحوالي 8%.
وقد نقلت “واشنطن بوست” عن أستاذ في جامعة ولاية أريزونا يدرس القيادة التنفيذية، منصور جافيدان، قوله إنه منذ تولي نيكول أمر “تشيبوتلي” في عام 2018، تضاعفت إيراداتها وزادت قيمة سهمها بأكثر من 700%، مؤكدا أنه قادر على التنفيذ والتطبيق في بيئة سريعة التغير.

واعتبر مؤسس ستاربكس ورئيسها الشرفي هوارد شولتز، الذي سبق له أن عبر في 2019 عن نيته خوض انتخابات 2020 لمنافسة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كمرشح مستقل، أن نيكول القائد الذي تحتاجه ستاربكس في لحظة حاسمة من تاريخها، مؤكداً تميزه في مجال البيع وخلق القيمة للمساهمين.
لاحظ مراقبون ارتفاع سهم الشركة بعدما فقد في الأعوام الخمسة الأخيرة 20% من قيمته. وقد رفع ذلك الضغط عن الشركة، خاصة من قبل “إليوت إنفستمنت مانجمنت” Elliott Investment Management التي تقول إنها اشترت حصة كبيرة في ستاربكس في الأشهر الأخيرة.

وقد ألحت شركة إليوت على ضرورة تحسين نتائج الشركة ورفع قيمة سهمها، مقترحة توسيع مجلس إدارتها وتحسين حوكمتها، غير أن الكثير من المراقبين يؤكدون أنه يفترض في الرئيس التنفيذي الجديد معالجة مسألة انخفاض المبيعات في الولايات المتحدة الأميركية والصين.

غير أن تعيين الرئيس التنفيذي الجديد يدفع الكثيرين إلى استحضار المقاطعة التي كانت الشركة هدفاً لها بمعية علامات تجارية غربية أخرى بعد العدوان الإسرائيلي على غزة. تلك مقاطعة أفضت إلى انخفاض مبيعات الشركة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقد دفع ذلك مجموعة الشايع (صاحبة امتياز ستاربكس في الشرق الأوسط) التي يوجد مقرها بالكويت، إلى الإعلان في مارس الماضي عن خفض عدد موظفيها، حيث بررت القرار بـ”الظروف التجارية الصعبة المستمرة على مدى الستة أشهر الماضية”. فرغم سعي ستاربكس إلى النأي بنفسها عن الاتهامات التي تؤاخذ عليها بسبب دعمها لإسرائيل، إلا أن المقاطعة أثرت على نشاطها ومبيعاتها في المنطقة.
وينتظر أن يكشف نيكول للمستثمرين في ستاربكس، عن الكيفية التي سيتعاطى بها مع المستهلكين الأميركيين الذين تضررت قدرتهم الشرائية بالتضخم، وطرق مواجهة المنافسة في الصين، ومقاطعة العلامات التجارية الغربية بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة، ناهيك بالمفاوضات مع الاتحادات العمالية في الشركة.
تعليق:
المقاطعة الشعبية محليا وعالميا صارت السلاح الأمضى لإيلام الغرب لفتح عينيه على الحقائق التاريخية للعرب والمسلمين وكل الشعوب المستضعفة. وترتبط حملات المقاطعة عادة بارتفاع مؤشرات الوعي الجماهيري ومدى التأطير المدني والإعلامي في كل بلد على حدة.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد