أفادت السلطات المحلية بإقليم طرفاية أن عناصر القوات المساعدة المكلفة بحراسة الساحل بالجماعة الترابية الطاح، تمكنت، مساء أمس الأحد، من إحباط محاولة للهجرة السرية نفذها حوالي 60 شخصا انطلاقا من المنطقة المعروفة بـ « ركبة الجرف » على بعد حوالي 25 كلم جنوب مدينة طرفاية.
وأوضحت أنه خلال هذه العملية، عمد هؤلاء المهاجرون السريون إلى استهداف أفراد القوات المساعدة رشقا بالحجارة، مما اضطرهم إلى إطلاق طلقات تحذيرية، الأمر الذي أسفر عن توقيف 8 أشخاص مغاربة وحجز قارب مطاطي مزود بمحرك مع وعاءين للوقود بسعة 25 لتر، بينما تمكن باقي المهاجرين السريين من الفرار مستغلين تضاريس وطبيعة المكان.
وفي أعقاب هذا التدخل، يضيف المصدر ذاته، تم تنفيذ عملية تمشيطية للمنطقة عثر خلالها على جثة مواطن مغربي مصاب بجرح غائر، جرى نقلها إلى مستودع الأموات بمستشفى مولاي الحسن بن المهدي بمدينة العيون، حيث وضعت رهن التشريح الطبي.
وقد تم فتح بحث قضائي من طرف مصالح الدرك الملكي، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن كافة الظروف والملابسات المحيطة بعملية الهجرة السرية هاته.
وكان المغرب شهد الشهر الماضي تدفق المئات إلى حدود سبتة في 15 وقد عرفت إعلاميا بليلة “الهروب الكبير” بعد حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي دعت إلى هجرة جماعية عبر الحدود إلى سبتة، لكنهم صدموا بعد وصولهم بانتشار عناصر أمنية في المنطقة ما أدى إلى صدامات وعراك مع قوات الأمن.
وكان الأمر بدأ بانتشار دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم. وكانت عبارات مشفرة مثل “نلتقي في 15/09” كافية لتحريك المئات نحو مدينة الفنيدق.
وجاء المرشحون للهجرة السرية العلنية من مدن مختلفة، يتشاركون الحلم نفسه: عبور الحدود بأي ثمن. ولم يكن يردعهم انتشار قوات الأمن ولا نقاط التفتيش ولا حتى التحذيرات الصارمة.
وكاتن غالبية هؤلاء المغامرين قصّرًا، وصلوا من مختلف مدن المغرب، بعضهم حملتهم الحافلات، وآخرون فضّلوا القدوم سيرًا على الأقدام، متسلِلين بين الأزقة بحثًا عن فرصة للهروب.
ويومها عززت قوات الأمن المغربية وجودها في سبتة في أكبر إنزال أمني شهدته المنطقة، بعد تجمع عشرات الشباب على تلال مدينة الفنيدق القريبة من حدود سبتة لمنعهم من التقدم باتجاه الحدود الإسبانية.