أحمد الجلالي
سألتني زميلة إن كان “رصي راسك” أسبوعيا أم شبه أسبوعي..؟ فتذكرت أولا أني منذ يوم الحب ما جددت هذا العامود، ثم قلت لها إنه ” حال وعقل” و “عسى ولعل” ألا يكون “رأيا لا يطاع” مادام الأمر “يلزمني وحدي”.
والحق أنها كلها عواميد سبق لي أن كتبت تحتها مئات المقالات والرؤى. تفرق دم الجمل والحروف والأفكار بين القبائل الورقية والإلكترونية. مع كل زاوية سأرويها حتما بتفاصيلها الجميلة والمقرفة في كتاب “لعنة الصحافة” الذي لن أفصح عن موعد نشره لغرض في نفسي طبعا.
كنت أريد أن أكتب في موضوع الزميل توفيق بوعشرين وحرية الرأي ومعاني الصحافة ببلادنا وقصصها مع السجون..لكني فقدت شهية الكتابة في هذا الموضوع لأني ومذ كنت حديث عهد بهذه المهنة لم تكن تستهويني القصص التي تفوح منها روائح “نكاح” مفترض، خصوصا عندما يختلط السياسي والإعلامي والحقوقي والأمني والمالي..بالحفاظ على الفرج من عدمه.
هنا أترك الموضوع لفصيلة من المحررين قد يستهويها الأمر وقد يكتبون بتلذذ فأقول لهم في نفسي “تلذذوا إنكم قوم مجرمون”، والإجرام هنا بمعناه المهني الجميل، فهناك زملاء يتناعتون في ما بينهم بصفة طفلان مجرم ومحتال” أي عفريت مهنيا. ولا أنكر أن لي نصيبا من ذاك “الإجرام” لكن ليس في مواضيع “الوضاح في علوم النكاح”.
وطبعا، لا أتهم زميلي بوعشرين بشيء، فكل ما هناك بلاغات لوكيل الملك حول بحث تمهيدي، وفي النهاية العجلة في مثل هذا الأمور من الشيطان. قد يكون فعلها وقد يكون ثمة لبس ما وقد يكون بريئا ألفا بالمائة. مادام هناك قضاء فلا داعي لشحذ السكاكين مثل فعل البعض ممن راحوا يكتبون عن العقوبات التي سيواجهها ناشر “أخبار اليوم” لو ثبت في حقه كذا وكذا..هؤلاء “الزملاء” يسبقون العرس بليلة في تشه مفضوح وتشف في زميل ومواطن مازال بريئا لحد الساعة.
ها أنذا بلا شعور كتبت عن قضية بوعشرين..من جر لسان قلمي؟ لا أدري.
لست سعيدا بأمور كثيرة تحصل في هذا المغرب الجميل، ولكني لست مرتديا لنظارات سوداء. وإن كنت دائم الاحتفال بأعياد الحب لأني أصلا لا أحقد، فإن أمس كان بحق مناسبة حقيقية تستحق مني الاحتفال. قطعا يصعب تصورها.
اليوم يا سادة أكملت سنة كاملة بالتمام والكمال….بلا دخان. غير المدخنين من قرائي باركوا لي، أما المدخنون فلكم هذه العبارات ــ القناعات: لن يعفو الله عنكم إن لم تعفوا أنتم عن أنفسكم.الإقلاع ليس سهلا وليس مستحيلا.كل مدخن مدمن عليه أن يعرف أنه مريض ولا عيب في العلاج.الحياة بلا دخان أجمل.الكتابة بلا دخان أنظف لكنها فاقدة لبعض توابلها.كثيرون يلعنون الدخان بعد الإقلاع، أما أنا فلن أفعل لأني أفتخر بماضي كله ببقعه الناصعة وتلك التي يعتبرها البعض سوداء..أبدا، حتى الأخطاء فإن اقترافها من حقنا كي نجرب على الأقل.
السجارة رافقتني سنوات طوالا وهي شاهدة على ما كتبت من قصص وكتب فضلا عن عشرات القصائد التي لم تنشر ولم يسمع بها أحد.أبعد هذا تريدون أن أشتم رفيق شفتي ودماغي. حدث الطلاق ولن أشتم طليقتي مهما كان..ولا أتمنى لرئتكم أن تتزوجها.
أفكر في كتاب يدور كله عن التدخين من زاوية إبداعية، لكن ما يشغلني حاليا وبكل جد هو علاقة المدخنين كمستهلكين بمادة تصنع وتوزع محليا، أليس لهؤلاء المستهلكين حقوق على شركات التبغ التي تبيعهم السم وتتسبب لهم في أبشع الأمراض؟ أليست هناك إمكانية لأي تأمين يستفيد منه ضحايا شركات التبغ عندما يسقطون فريسة أمراض الصدر والرئة والسرطان؟
الشكر لله، لم أسقط ضحية أي من هذه الأمراض، لكني كمستهلك سابق وجدت أن للناس حقوقا وأنهم لن ينالوا منها فتيلا إن لم يكسروا جدار الصمت. الصحافي قدره أن يتكلم، وها قد فعلت، فمن غيري أيضا يقرع الأجراس ويوقظ الناس؟
www.achawari.com