الشوارع
من بين الأعطاب التي أصيبت بها نخبنا السياسية والفكرية عموما ضعف المبادرة أو غيابها، وذلك راجع أساسا إلى غياب الثقة في النفس أو ضبابية الفهم أو العجز عن إنتاج المبادرات.
وبمجرد أن تأتي مبادرة من أعلى هرم السلطة حتى تتقافز هذه النحب من أجل الظفر بقصب السبق في التطبيق المتقن لتلك القرارات إتقان “التلميذ المجتهد” الحافظ دروسه والمتحفز لاستظهارها أمام المعلم.
يعرف العالم كله وليس المغاربة أن الحدود بيننا والجزائر مقفلة منذ منتصف تسعينيات القرن العشرين.ورغم أننا نتحدث عن عشرات الأحزاب المرخصة إلا أنه لا أحد منها بادر ـــ مجرد مبادرة يا ناس ـــ للقيام بأي شيء لحلحلة الوضع.
وبعد ربع قرن جاء خطاب الملك للذكرى 43 للمسيرة الخضراء وما تضمنه من مبادرة تجاه الجزائر ترمي إلى وضع كافة المشاكل العالقة على طاولة الحوار دون أجندة مسبقة، وهي المبادرة الشجاعة التي تلقفها حزب “البيجيدي” مثلما يتلقف طفل كرة أو تفاحة لذيذة نزلت من السماء لنتعش من خلالها سياسيا.
فحسب تصريح لسليمان العمراني، نائب أمين عام “العدالة والتنمية” فإن الأخير قرر زيارة بعض الأحزاب الجزائرية “من أجل بحث سبل الإسهام في تطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين وتجاوز كل الخلافات التي تحول دون تطوير مختلف مستويات التعاون بينهما”، وفق ما أورده موقع “هسبريس”.
نتوقع في المستقبل القريب أن تتبع زيارة “البيجيدي” زيارات وفود حزبية أخرى سيرا على جادة التلاميذ المجتهدين جدا..الطامعين في لوحة الشرف نهاية الولاية الحكومية. كما ستقتفي أثر هذه الكائنات الحزبية كائنات نقابية وجمعوية..من ذلك الفسيفساء المستعد لأي شيء، بما في ذلك تغيير الجلد إن لزم الأمر.
تعليق:
لسنا ضد التقارب مع أشقاء يجمعنا بهم كشعب أكثر بكثير مما يفرقنا عنهم بسبب نظام اللانظام عندهم. لكننا نأسف لهذا الترهل وهذه الببغاوية عند طبقتنا السياسوية /الحزبوية.
www.achawari.com