الأبلق يلبي نداء الحياة ويوقف الإضراب..الكرة بمرمى العقلاء

 الشوارع

 علق ربيع الأبلق، أحد الوجوه المعروفة والمعتقل بسبب أحداث الريف، إضرابه عن الطعام، وذلك إثر  تدخل هيأة دفاعه و المجلس الوطني لحقوق الإنسان، واللذين تمكنا من أقناعه بضرورة أيقاف الإضراب عن الأكل والشرب.  

وكان الأبلق قد بدأ إضرابه شهر مارس المنصرم  في سجن عكاشة واستمر في هذه المعركة المدمرة للصحة إلى حدود  اليوم الإثنين 29 أبريل 2019، ليكون بذلك قد قضى ما ينيف عن أربعين يوما من الإضراب.   

تعليق:

تجربة السجن ليست نزهة ولا مزحة ولا مجرد فيلم يكتب عنه محرر في صحيفة وينتهي الأمر.

لا

السجن يضع كل شيء في الإنسان على المحك بما في ذلك حياته، وهي أغلى ما يملك. وعندما يصل الإنسان المسجون ــ بصرف النظر عن كل الحيثيات ـ إلى المراهنة بحياته من أجل حريته أو قضيته أو مطالبه، فيجب أن نعلم أن وضعه يستدعي استعمال آخر أسلحته، مهما كلفه الأمر.

مؤسسات الوساطة بالمغرب، رغم ضخامة أسمائها وميزانياتها ومقراتها، ومع علمنا بهشاشة أدائها، لا ندري أيه كانت وماذا كانت تصنع فيها مواطن اسمه الأبلق كان يخوض إضرابا عن الطعام والماء معا طيلة أربعين يوميا بأيامها ولياليها؟؟

وعموما، فإن موضوع الوضع الإنساني بسجون المغرب طويل عريض ولا يستوجب معارك من قبل المعتقلين فحسب بل من طرف كل من يرى في نفسه أنه إنسان، ويقدر معنى الكرامة الإنسانية سواء خارج أسوار السجون أو خلف قضبانها.

ولعل أول خطوة لإصلاح السجون تبدأ من معالجة مسألة المسجونين سجنا احتياطيا، لابد من حل هذه المعضلة لأن الغالبية العظمى من مسجوني بلادنا هم على سبيل الاحتراز، وهم من يملؤون فضاءات السجن الضيقة أصلا. لا يمكن للعقل المغربي أن يبقى متوقفا عن التفكير والتحليل وإبداع الحلول.

أما قضية معتقلي الريف فقد استنزفت من طاقات الدولة أمنيا وقضائيا ومن طاقات أهالينا بالريف الشيء الكثير. والنتيجة غير مرضية: لا الملف الاجتماعي تم التعاطي معه بشكل لبى مطالب الناس المشروعة ولا الأحكام قوبلت برضى الناس ولا العالم بأسره.

ما العمل؟

لنعد إلى دستورنا وقوانينا، وقبلها فلتتخلى كل الأطراف المتداخلة في الملف عن منطق الأنا والتشدد..وليكن الوطن فوق الكل، وليكن التسامح والتعقل شعار الجميع..ولنفعل أحسن ما فينا وما بيدنا من رأس الهرم إلى سفحه. وإن كنا حقا شبعا/أسرة فليتصالح أفرادها، ولتطو هذه الصفحة الكحلاء في تاريخنا المعاصر.

هل نحلم؟

ــ نعم، الحلم ممكن التحقيق علامة صحة، أما الوهم فمن أعراض الجنون.حسبنا أن بالبلاد عقلاء..لم يقضوا نحبهم بعد.

 www.achawari.com

 

 

 

 

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد