أعتز باولاد جلال ولعثامنة وأقول طززز في العثماني والمالكي

أحمـــــــد الجـــــلالي

من عادات الداعي لكم بالخيرات، كاتب عمود “رصي راسك” هذا أني أحتفي بالربيع، وفاء لطفولتي البدوية، وحتى عندما طوحت بي أقداري إلى غابات الإسمنت المسماة مدنا، دأبت على انطلاقة جديدة في حياتي سنويا كلما هبت نسائم الربيع.

وقد بدأت أخطط قبل أيام لسفر إلى أقاصي المغرب لبضعة أيام، ونفسي منشرحة إلى أن كدرت صفاء ذهني حكومتنا غير الموقرة عندي،ورئيس مجلس النواب صاحب صفقة القرن 21 لتصدير الكلام المخشب إلى الجالية المغربية المقيمة في مغرب لا يعرفه حبيب ربه المالكي.

بدل أن تنشغل حكومة العثماني ومن معه من غير الكفاءات بشؤون البلاد التي تندحر بشكل مخجل إلى درك كل المؤشرات، والاهتمام بشؤون وقضايا العباد والذين أغلبهم “شايف وخايف..وعارف وتالف” بلسان المرحوم محمد باطما، فضلت الاهتمام بمسيرة الرباط التضامنية مع فلسطين، التي قادها ويا للعجب حزب رئيس الحكومة، وانتفضت ليس ضد الكيان الصهيوني ببلاغ ــ مثلا ـ يحمر وجه المغرب، بل قالت، عبر لسانها عبيابة، إن رفع صور تعود إلى رؤساء دول عربية من قبل بعض الجهات في المسيرة التضامنية مع فلسطين “سلوك خارج مبدأ التحضر المعهود لدى الشعب المغربي”.

وما أن حاولت بلع هذا الشرود الحكومي عن القضايا الحقيقية للبلاد، حتى صفعني الشيخ المالكي بتصريح وقح  اعتبر من خلاله أن الدعوات لإلغاء تقاعد البرلمانيين  “حملة شعبوية وتخريبية للمؤسسات”.   

 إن العثماني ومن معه يقولون للمغاربة “عين باين” والله ما احنا معاكم بلاش ما ديرونا في بالكم، ويقول لكم رئيس مجلس النواب إن كل داع للكف عن سياسة الريع مخرب شعبوي نجس.

وهما معها يبلغانكم الرسالة التالية:صوتوا علينا…هاكوا.

“ما العمل في يوم عيد الحب هذا، في مقدمات فصل الربيع؟”، سألت نفسي.

ولكي أتسامى على هذا الواقع “الكوروني” وجدت عزائي في جذوري، بكل قرب وحنين وواقعية.

ولهذا أعلنها للحكومة وللبرلمان بغرفتيه أني أفضل عليكم جميعا دوار اولاد جلال مسقط رأسي، ودوار لعثامنة حليفنا الاستراتيجي على صفة نهر سبو العظيم.

لماذا؟

لأن الدوارين معا نجحا اقتصاديا بشكل لا يصدق: استغلا الأرض وأنبتا فيها من كل الثمرات،والقطع المسقية أمدت المصانع بالشمندر وقصب السكر، والبورية سقيت من نهري سبو وبهت ولم يتركاها يبابا.

لقد خلقا مغربا أخضر فعلا منذ قرن ونيف، حتى حينما كان أخنوش الوالد يعطي أخنوش الإبن فلوس الجيب ومصاريف الدراسة.

لأن الدوارين معا،استغلا الثروة السمكية للنهرين في احترام تام للبيئة فأطعموا أبناءهم ولم يخربوا موارد البلاد، ومن لم يتوفر على قارب استخدم صنارة وقصبة وعاش شريفا بلا ربى ولا تسول.

لأن الدوارين معا أقاما احتفالات سنوية بالولي الصالح سيدي الكامل ففرحوا وغنوا ورقصوا دون سفالات مهرجاناتكم المبذرة لأموال الشعب.

لأن الدوارين معا تخلصا من بيوت الطين من دون أي دعم من وزارات الإسكان المتعاقبة وصارا قريتين جميلتين بمجهود ذاتي.

لأن الدوارين معا كافحا فدرس الأبناء بلا منح ولا دروس تقوية وزاحموا بمستوياتهم في كل القطاعات، انطلاقا من المدرسة العمومية وليس من ديكارت وبالزاك، فيما سياساتكم التعليمية تراكم الفشل تلو الفشل.

لأن عثامنة الشرق وعثامنة الغرب لم يتعاركا،فهما شطران لكيان واحد أقام تحالفا استراتيجيا مع اولاد جلال، الامتداد البشري والطبيعي لكتلة بشرية قاسمها التاريخ والتعاون والتصاهر، ولم يتناحروا كما تفعل أحزابكم على الكراسي أو بالصحون الطائرة.

لأن الدوارين معا يتقاسمان المقبرة نفسها وملعب كرة القدم نفسه، فهما بذلك سنا سياسة رياضية دونما حاجة إلى ملاعب القرب التي لو عولوا عليها لما عرفوا للكرة عنوانا. ولو كان للمغرب عيون يبصر بها البادية لكان بنعيسى التشيغي اليوم لا يقل ذكره شأنا عن التيمومي وبودربالة. أي والله جوهرة حقيقية بقي تمتع الجماهير محليا إلى أن صار كهلا.

لأن الدوارين معا يعيشان على الكد والقناعة ولم يتسرب أليهما فيروس “كولونا” الذي ينخركم نخرا، وها هو فيروس آخر فتاك اسمه “اللهطة” يعبر عن نفسه من خلال العجوز الهرم المالكي، القابض بالنواجد والثنايا و الأنياب على الكرسي و الريع إلى أن يقرر عزرائيل أمرا آخر.

لأني من أولاد جلال الأجلاء، ولأن التشيغي وبنعيسى كلود والحوزي ميلود والبحراوي وآل الحسناوي ومحمد الغالي بلكبير.. منهم، ولأن بورواين وابليوة ولحمر وشاط والصاعد وبوجمعة وسلام والزهواني.. من العثامنة الكرام، ولأن هؤلاء كلهم عباقرة جيلي كان أضعفهم يستحق أن ينال دكتوراه في مجال ما..فأنا أعلن اعتزازي باولا جلال ولعثامنة وأقول باسمهم طزز في العثماني وطزين في حكومة العثماني وثلاثة أطزاز في برلمان المالكي ومن والاه في الريع إلى يوم الدين.

 www.achawari.com


 

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد