الشوارع
تبدل الدولة المغربية بكثير من مؤسساتها هذه الأيام مجهودا تواصليا بينا، وذلك على خلفية انتشار وباء كورونا ببلادنا، وما خلفه من تأثيرات في شتى مناحي الحياة اقتصاديا وسياسيا وإعلاميا.
ولأول مرة في تاريخ البلاد نكون وجها لوجه مع هذا الكم القياسي من البلاغات الرسمية والخرجات لمسؤولين من أجل التوضيح وإطلاع الرأي العام على المستجدات أولا بأول. ويقينا لو كان هذا دأب مسؤولينا منذ سنوات لكان المغرب قطع مسافات ضوئية على درب الديمقراطية والشفافية.
ورغم ما يمكن أن يقال عن لقاء رئيس الحكومة ومن حاوروه على شاشة التلفزيون الرسمي فإن الرجل حاول أن يقول أشياء والصحافيين طرحوا ما اعتقدوا أنها الأسئلة التي يجب أن تطرح.
لكن، ومن عجيب المصادفات قبل أن ينهي العثماني لقاءه كان خبر إصابة الوزير اعمارة بالفيروس قد انتشر ثم تأكد.
ورغم أن الإعلان عن الخبر هو بحد ذاته عمل جيد وشفاف فإن أسئلة أخرى تولدت عنه وفي مطلعها: ألم تكونوا تعرفون أن الوزير قد زار أروبا وأن أروبا نفسها غارقة حتى الأذنين في مستنقع الوباء، فلم لم تأخذوه للفحص من المطار مباشرة؟
لم تركتموه يذهب إلى بيته ثم من منزله إلى وزارته ومنها إلى المجلس الحكومي كيث جالس زملاءه وربما انتقلت الفيروسات منه إليهم؟
هذه هي الأسئلة والخلاصة التي وصل إليها في لحظات جمهور المغاربة وعبروا عنها في تعليقاتهم وتدويناتهم.
ولأن البلاد في تمرين على حق الحصول على المعلومة، فبدل أن تتبع الحكومة تواصلها بما هو أقوى منه وتقول لنا إن أعضاء الحكومة سيخضعون للفحوصات عبر بلاغ رسمي، تركت الأمر للتسريبات وللمصادر التي “رفضت الكشف عن إسمها”.
وسواء كانت فحوصات المستشفى العسكري بالرباط سلبية أو إيجابية فإن على الدولة والحكومة أن تمضي في طريق الوضح التام، فنحن والعالم في حقبة الإنترنت وكورونا..وزمن غم غم قد مات..لا رحمه الله.
www.achawari.com