الشوارع/ المحرر
من دون تخطيط بالمعنى العلمي للكلمة وجدت السلطات بالمغرب نفسها تحت الأضواء بفعل تطورات انتساء وباء كورونا وما صاحبه من تحركات ميدانية لأطر وزارة الداخلية من أمن وقياد وأعوان سلطة.
وبما أن الأسابيع الأولى اتسمت بنوع من العفوية في العمل والتغطيات المصاحبة فقد تمكن الرأي العام المغربي من الاطلاع والتعرف على نماذج مشرفة من هذه الأطر ذكورا وإناثا، بل سطع نجم بعضهم وحقق “البوز” كالقايدة حورية بآسفي.
والفضل في سطوع هذه النجوم يعود للكاميرا المصاحبة للعمل وسرعة انتشار الفيديوهات على منصات التواصل الاجتماعي. وقد حسنت السلطة كثيرا من صورتها التي خدشتها أحداث في الماضي تراوحت بين الاحتجاج والاحتكاك والعنف والعنف المضاد.
يمكن أن نقول باطمئنان إن السلطة كسبت نقاطا كثيرة خلال هذه الجائحة، ولكن لا ينبغي أن ننسى أن هذه السلطات دخلت أو أدخلت لعبة خطرة غير مأمونة العواقب ونتائجها ليست بالضرورة متحكما فيها.
لماذا؟
ــ لأن الإعلام سلاح ذو حدين على الأقل وهو مثل البورصة مثلما يرفع أسهمك قد يهوي بك ويكون السقوط مدويا.
ـ ولأنه حتى من دون تسجيل “فضائح” القاعدة تقول إن الشيء إن تجاوز حده انقلب إلى ضده، ويقول المغاربة “حد لحلاوة زبيبة”.
ــ ولأن اشتغال عناصر السلطة “تحت المباشر” وضع غير معتاد وغير طبيعي في آن، فضلا عن دفعه المسؤولين إلى التصرف وفقا لإحساس بأن “الكاميرا كتصور”
نعود إلى قضية حكاية القايد وصندوق التفاح أو الحامض ــ حسب روايتين وصور عديدة ـ الذي يتصدر المشاهدات على الفيسبوك واليوتيوب بين المغاربة. بدءا لا حكم جاهز لدينا على الرجل ونأخذ في عين الاعتبار منطلقات منها أننا لسنا القضاء، ولن نطمئن للقطة واحدة ليس مستبعدا أن تكون “مخدومة” لغرض في نفس ما، لأننا لا نعلم اللقطات التي تلتها، ولا شيئ يقول إن الرجل أخذ الصندوق إلى بيته، كما نستغرب أن “يطمع” إطار مثله في “غنيمة تافهة” قياسا إلى وضعه وراتبه المحترم.
غير أننا لا نزكيه على الله ولا على القضاء الذي يجب ألا ينزه مخلوقا عن أي بحث أو شك، سيما في هذا الظرف الاستثنائي، ونصرة القانون الذي لا تمييز في روحه بين الناس، وحفظا لصورة الدولة التي يمثلها القايد في النهاية.
تجربة كورونا سوف تمر لكن الذي يجب أن يبقى في زمنها ولا يسافر معنا إلى المستقبل هو كل العاهات التي طفت على سطح جلد مجتمعنا عارية ليس لها من غطاء.
إنه تمرين جماعي عسير إلا أنه منتج أيضا، من حيث ممارسة النقد الذاتي البناء ومعالجة تشوهات طالت عقولنا وأرواحنا.