الشوارع
اعتبر كثير من المغاربة تحذير سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، من تفشي موجة ثالثة من فيروس “كورونا”، بعد تسجيل ارتفاع في عدد إصابات الفيروس خلال الأيام الأخيرة؛ مقدمة شبه رسمية لقرار حكومي بتطبيق الإغلاق الليلي في شهر رمضان. .
وصاحب تحذير العثماني تخوف شعبي من تكرار سيناريو الحجر الشامل والإغلاق الذي عانى المغاربة قبل عام من الآن تبعاته وضغوطه النفسية والاقتصادية/المعيشية.
ولا توجد أمام الحكومة المغربية خيارات كثيرة فإما منع إقامة صلاة التراويح وتطبيق الإغلاق مع ما يترتب عنه من تدهور للاقتصاد والاستهلاك في الشهر الفضيل أو السماح بحياة عادية مع ما يمكن أن تسفر عنه من تفشي للوباء وهو الوضع الذي لا يبدو أن للمغرب قبل به.
ورغم ألا قرار رسميا اتخذ في هذا الاتجاه أو ذاك لحد الساعة فإن المغاربة صاروا أقدر على التوقع خصوصا وأن قرارات الابقاء على الاجراءات الاحترازية صارت جزءا من الروتين الحكومي من فرط تكراراها.
ويتساءل فقراء المغرب وطبقاته الهشة في حال تم الإغلاق الليلي أو فرض حجر صحي شامل عن تلك “الحصيصة” من المساعدات إن كانت ماتزال ممكنة أم أن شعار “عيط الله تصيب الله” هو المتبقي؟
وبما أن المغرب بلد المناسبات والأعياد الكثيرة، فمن الآن دخل عيد الأضحى في خانة الحسابات: إذ يتذكر المغاربة ما حصل العام الماضي من فوضى في النقل ومن حوادث صاحبت الارتباك الحكومي في منع السفر في آخر لحظة.
كما ل ينس الناس تأثير تنقل هائل للمغاربة بين المدن والاقاليم بمناسبة العيد الكبير على معدلات تفشي الوباء ونقبل العدوى. ويبدو أن من الحكمة عدم تكرار الزلات الرسمية: يجب من الآن إخبار الناس بالعيد من عدمه..وبالإغلاق من عدمه..فلم تبق للحكومة من حجة بحكم التجربة المفترضة طوال سنة ونيف.