التنظيم الذاتي للصحافة المغربية…جنازة “فــــكرة نبـــــيلة”

 الشوارع ــ المحرر

انتهت الولاية الأولى للمجلس الوطني للصحافة قبل ستة أشهر دون أن يتمكن من إجراء انتخابات في التاريخ الذي يجب تنظم فيه وفقا للقوانين التي أسس عليها، ولكن الحكومة مددت له نصف سنة أخرى دون أن يفلح في ذلك.

وانتهت الستة أشهر ودخل مجلس الصحافة مرحلة الفراغ القانوني وكان لا بد من فتوى جديدة للإنقاذ..وتفتقت العبقرية الرسمية عن فكرة أحداث لجنة مؤقتة لتدبير الزمن وربح الوقت من أجل ماذا؟

 وقد تدارس المجلس الحكومي ليوم أمس الثلاثاء إحداث لجنة مؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر، بعدما سبقت هذا اللقاء تصريحات للناطق باسم الحكومة قبل بضعة اسابيع تحدث فيها عن وضعية المجلس…ولم يعد بمعجزات واكتفى بـ”سوف”. .

وقد قيل إن مشروع القانون رقم 15.23 هذا يقضي بإحداث لجنة مؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر، إلى أن تحل هذه الأخيرة محل أجهزة المجلس الوطني للصحافة وتحدد مدة انتدابها في سنتين ابتداء من تاريخ تعيين أعضائها ما لم يتم انتخاب أعضاء جدد خلال هذه المدة..

ولكن لا أحد قال لنا الأسباب الحقيقية لإخفاق المجلس في تنظيم انتخابات في وقتها، كما لم يخبرنا أحد منهم بالضمانة التي لا تجعل من الوضع “المؤقت” وضعا استثنائيا دائما.

 ثم لا أحد تكرم بإخبار الرأي العام المهني على الأقل بأسباب نزول ذلك الاجتهاد الفريد بتحويل رئاسة المجلس من الانتخاب إلى “التعيين” ولا بمصير تلك الفكرة “الخلاقة” للديمقراطية على الطريقة المغربية الفذة.

 بصرف النظر عن الصراعات المصلحية الذاتية الضيقة التي أوصلت المجلس إلى هذا الوضع المخزي أمام المغاربة والعالم فإن المجلس قد ولد أصلا بتشوهات خلقية جعلت منه عبئا على الحقل الإعلامي بدل أن يكون جزء من حلحلة أعطابه.

واليوم ما العمل؟

نعي جيدا أننا أصحاب “رأي لا يطاع” ومع ذلك دعونا نقترح على حضرة الفراغ بعض الآليات الكفيلة بتدبير العبث المتراكم فوق وجه حقب التجريب واللعب واللهو والتكاثر في الميزانيات والمناصب والريع.

ــ لا داعي للجنة مؤقتة أصلا، ارفعوا عنكم الحرج وحلوا المجلس من اساسه وأعيدوا الأمور سيرتها الأولى إلى وزارة الاتصال أو التواصل أو أيا كان فلا تنظيما ذاتيا حصل أو سيحصل لأن “الذات” تعاني عللا منذ أو خلقت.

ــ ليبق الصحافيون في نقابتهم “كما هي” وقاها الله شر اي تغيير يقلق راحتها، وليظل الناشرون وليتكاثروا ما شاء الوقت لهم من التكاثر ..إلى آخر الزمان..إلى أن نزور جميعا المقابر..

ــ أليس لنا في مغربنا تراث نعتز به؟ الجواب: بلى. إذن، لم لا تعودون إلى ثقافتنا الإعلامية العريقة وتلحقوا القطاع برمته مرة أخرى بوزارة الداخلية ، كما كان الأمر على عهد الراحل البصري؟

ما العيب في أن نعود إلى جذورنا، فالعودة إلى الاصل فضيلة يا ناس وليس أمرا نخجل منه..ما رأيكم دام عزكم؟

www.achawari.com

 

 

 

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد