الشوارع ــ المحرر
يسمونه عيدا أمميا. ويسمونه عيد الشغل. ويلقبونه بعيد العمال. تعددت الأسامي والواقع واحد: أين الأممية؟ وبم سيفرح الكادحون في عيد مفترض؟ وهل بقي أصلا عمل ليمارسه عمال؟
غدا، وكما في كل الأعوام الخوالي، سيخرج الكادحون للشوارع للصراخ بعد أن لم يعد للاحتجاج أذان تسمعه ولا عقول تقرأ المطالب ولا ضمير يتجاوب معها ولو جزئيا.
غدا، سوف تصرف ملايين الدراهم في المغرب، فقط على اللافتات وباقي مقومات الحفلة التي تقام في كل المدن على شرف الزعماء الخالدين في كراسيهم.
غدا، سيجلس “الزوعاما” ليراقبوا الأتباع ويخضرون أبصارهم بمشاهده الأجسام المخدرة بفعل الهم والغم وقلة الدرهم.
غدا، سوف يواكب الصحافيون “الفعاليات” ويحصي المخبرون اللافتات والشعارات. وسوف يلقي الزوعاما خطاباتهم المكرورة منذ فجر الاستقلال وعلى مر عقود الاستغلال..في الحقول والمصانع والشركات.
غدا، بعد أن يبح صوت الكادحين ويخرجون بعضا مما ثقلت به الصدور سيطوون اللافتات ويعودون منهكين إلى بيوتهم في انتظار الواقع كما هو يوم الثلاثاء…والثلاثاء يوم ميت كما غنى “كات ستيفنع”: تيوزداي إيز ديد”.TUESDAY S DEAD
لن تسمح الحكومة صرخات البؤساء إذ ليس لأعضائها ولا لرئيسها وقت ولا صبر لسماع أية مطالب مسموعة أو مكتوبة أو مرئية.
لن تفعل الدولة شيئا بناء على “فعاليات” عيد العمال..وكل ما ستقوم به هو أن تضرب للزوعاما “العام الجاي” موعدا لحوار يسمونه اجتماعيا.
غدا فاتح “مايكون والو”.