الكركري يحاضر في شيكاغو..الحكمة ضالة الغرب للشرق الجهل والحرب

الشوارع ـ المحرر

طالما تبجح المسلمون بأنهم خير أمة أخرجت للناس..وطالما كرروا علينا في المساجد والمحاضرات أن الحكمة ضالة المؤمن..ولكن هل عملوا بما قالوا؟ لا لم يفعلوا، لكن الأكيد أن من طبق هذه الحكم هم أهل الغرب. وهام وصلوا للذكاء الصناعي وباتوا يطلبون فيه رأي من ينعتهم سوادنا الأعظم بالطرقية. نقصد الزاوية الكركرية التي أبدت رأيها وحاضرت والأمريكان كلهم آذان صاغية.

فبدعوة من جامعة شيكاغو الأمريكية ، ألقى محمد فوزي الكركري، شيخ الزاوية الكركرية، محاضرة علمية حول “التصوف الحي والذكاء الاصطناعي”.

 وتحدث فوزي عن “أوجه الاختلاف بين الذكاء الاصطناعي وبين الإنسان الحي”، مبرزا “مدى كمال الإنسان على جميع المخلوقات فما بالك بالذكاء الاصطناعي الذي هو صنع بشري محض”.

وقال للأمريكان وجها لوجه إن: “الذكاء الاصطناعي فيه المعلومة وليس فيه الروح أو الذوق، ونحن في طريقتنا الكركرية نجعل المريد يصل للحقيقة عن طريق التجربة والممارسة، لا عن طريق السمع أو المعلومة فقط”.

وعن مركزية “الروح في كمال الجنس البشري” شرح لهم أن: “السر والروح والروحانية في الكاتب لا في الكتاب، أي في الإنسان الحي، وليس في آلة الذكاء الاصطناعي الإنسان مخلوق من العناصر الأربعة والطبائع الأربعة، نار هواء ماء تراب، فهو خليفة الله في الأرض، خلقه الله من كماله، ونفخ فيه من روحه، وهي روح أمرية الباري، فهو ظاهره كمال وباطنه كمال ليس فيه نقص. فالإنسان يساير كل الأزمنة والعصور؛ لأن فيه روحَ الباري عز وجل”.

وزاد شيخ الزاوية شارحا فأضاف أن “وجود الطبائع الأربعة في الإنسان يعني أنه كامل في عناصره، وتكوينه، وطبائعه. لهذا، إذا غيرنا وبدلنا جزءا من الإنسان بعنصر اصطناعي لن يستطيع أن يؤدي دوره الذي خلق الله لأجله على الكمال والفطرة الإلهية؛ فقلب اصطناعي ممكن أن تعيش به، لكن لا يمكن أن يؤدي دور الكمال من شعور، وذوق، ووظيفة روحية”.

ويرى الشيخ الكركري أن “جسد الإنسان يعيش تناغما مع الروح التي نفخها الله فيه. الروح تعطيك الذوق، لكن الآلة الاصطناعية لا تعرف الذوق، ولا تعرف الإحساس ولا تعرف الشعور؛ هذا الجهاز الاصطناعي ليست فيه الصفات الإلهية، السمع، البصر، الحياة، والعلم، فالآلة لا تعقل ولا تذوق ولا تدرك. وأنتم إذا نظرتُ اليكم بنظرة حب، تصل اليكم هذه النظرة وتشعرون بها، ويكون بيننا وبينكم تواصل روحي، لكن هذا لا يتحقق مع الجهاز”.

وفي الختام حذر الشيخ فوزي من “خطورة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي بمفرده، والاستغناء به عن الأصل الإنساني”.

تعليقنا:

لسنا في معرض الدعوة لاتباع الزاوية الكركرية ولا غيرها فالناس أحرار في ما يتبعون. نحن بصدد إبداء ملاحظات حول:

ــ كيف يلتقط الغرب أي شيء يشم فيه رائحة الرأي الآخر حتى ولو كان يناقض أطروحاتهم

ــ الزوايا عندنا إما محل رفض أو سخرية أو هجوم حتى من دون دليل..فقط من باب سمعنا أنهم أو معجبونيش وصافي

ــ أن يقول صوفي رأيه في آخر ما وصل إليه العلم أي الذكاء الصناعي ويسمع ويصفق له فهذا يعني أن صنم العلم لن يصير إله العصر وأن العلم ليس ما يخرج من المختبرات.

ــ أليس في الأمر اعتراف ودعوة لضرورة تكامل الأطروحات في مقاربة الظاهرة الإنسانية باعتبارها ليست مادة صماء…بل فيها مكون روحي حاسم؟

WWW.ACHAWARI.COM

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد