الشوارع ــ المحرر
اعتبر عبد العالي حامي الدين، الوجه المعروف في حزب الـ “بيجيدي ”، أن الملكية في بلادنا بشكلها الحالي “معيقة للتطور والتقدم والتنمية”.
وزاد المتحدث نفسه خلال تعقيبه على الأسئلة التي تلت كلمته في ندوة الحوار الداخلي التي نظمها العدالة والتنمية أخيرا بضاية الرومي، ضواحي مدينة الخميسات، أنه ” ‘إذا لم يتغير شكل الملكية لن يكون مفيدا لها ولبلدها، ويجب أن نساهم في هذا التغيير وفق ما هو مكتوب في ورقة الإصلاحات الدستورية التي قدمناها سنة 2012 تحت عنوان ملكية ديمقراطية”.
وأوضح حامي الدين في ذات السياق، كما يظهر ذلك في شريط فيديو، أنه “عندما نتكلم عن الإصلاح السياسي نتحدث عن إصلاح النظام الملكي بالطرق السلمية عن طريق المفاوضات، عبر تفويض شعبي مع مركز السلطة أي الملكية” ضاربا مثلا على ذلك بما حصل في إسبانيا في مرحلة معينة “عندما جلس كارلوس والاشتراكيين والشيوعيين والقوميين حول مائدة مستديرة، واتفقوا على الإصلاح”.
تعليق:
ــ من يقول للملكية بالمغرب إنها المدينة الفاضلة ديموقراطيا وإنها وصلت درجة الكمال ولا داعي لأي إصلاح، فهو برأينا أحد ثلاثة: جاهل وجب عدم الاكتراث بما يقول، أو منافق له مآرب خبيثة، أو عدو للملكية يريد لها الإفلاس.
ــ ومن يزعم أن الملكية بالمغرب حجر أصم وقفر ديمقراطي كذاب لأنه رغم كل ما نتفق أو نختلف حوله من اختلالات بمجتمعنا المغربي وفي مؤسسات دولتنا، تبقى بعيدة بسنوات ضوئية مقارنة مع “مشيخات” الخليج مثلا. أليس ممكنا اليوم ليس لكل سياسي أو مثقف أن ينتقد النظام، بل لو عددنا الصفحات الافتراضية والقنوات اليوتيوبية الحقيقية والشرسة في انتقاد النظام لأصيب المرء بالدوحة من كثرتها..غثا على سمين.
ــ الملكية تتطور، هذا لا شك فيه، فهي اليوم ليس ما كانت عليه قبل عشرين سنة. قد لا تكون سرعة تطورها مرضية للجميع، وهذا حق الجميع بلا شك. ومن علامات كون بلادنا، بنظامها الملكي، يتمتعون بالحياة ويبتعدون كثيرا عن منطق الجمود لننظر فحسب إلى كثرة الاستفتاءات على الدستور.
ــ السيد حامي الدين أنت تتحدث نظريا وفقهيا وهذا من حقك، ومن حقنا أيضا أن نتخيل مثلك وننظر. اسمح لنا أن نزايد عليك ــ في بذخ نظري ــ ونطالب بملكية على شاكلة الملكية في بريطانيا.هل يمكن أن تدلنا على النخب النظيفة القوية الوطنية الصادقة العبقرية ذات التجربة الكافية مأمونة الجانب لتصير رجالات دولة حقيقيين؟ نريد أسماء بعينها من اليسار إلى اليمين، مرورا بالـ”وسط” الغائب..والتي يمكن أن نسلمها كمغرب وشعب المراكز التالية، وننام على “جنب الراحة” بلا خوف من استخدامها هذه المفاصل في الدولة لتصفية حسابات أو تغليب كفة حزبية أو عرقية على أخرى..؟
ــ وزارة الداخلية
ــ المخابرات العسكرية
ــ المخابرات المدنية
ــ القوات المسلحة
ــ الشؤون الإسلامية
لا نخفيك، سي حامي الدين، ورغم حبنا للتطور والإصلاح ربما أكثر منك، فإن مجرد تخيلنا شريطا للوجوه التي صارت عدوة للشعب بسبب كثير من البوائق، أنها تتسلم واحدا من هذه المسؤوليات..يزداد ضغط الدم وترتفع دقات القلب خوفا مما ستقترفه تلك أياديها.
ــ هل نبقى بلا تطور؟ من قال ذلك؟ ما الوصفة؟ هناك وصفات أغلبها جميل..بثلاثة شروط فقط: التطور في ظل الاستقرار و التطور التلقائي لا المتسرع والتطور الذاتي الأصيل لا المستورد أو المفروض.
www.achawari.com