الشوارع
في التعامل مع حدث سياسي واجتماعي ما فتئ يتعاظم في بلد غني بالثروات كالجزائر، لابد من ضبط ماكينة الحسابات بهامش صفر خطأ. ولأن دنيا الناس مصالح على مصالح في مصالح، فإن القوى الغربية الكبرى المستفيدة من الوضع التقليدي بالجزائر تتريث في إعلان رأيها.
ففي رد فعل ترك الباب نصف موارب تجاه الحراك الجزائري، دعت واشنطن أمس الثلاثاء الى ما سمته “احترام حق الجزائريين في التظاهر السلمي”، وعلى إثر هذا الموقف سارت المفوضية الأوروبية التي دعت إلى احترام “حرية التعبير والتجمع” بجارة المغرب الشرقية.
ويلاحظ أن الموقفين معا تحاشيا الحديث عن أية تفاصيل تتعلق بالعهدة الخامسة ولا الوضع الصحي الغرائبي لبوتفليقة ولا المظاهرات الضخمة الرافضة لوضع سياسي بات شاذا في عهد التغيير والثورات.
واشنطن ليست متحمسة تجاه صوت الشعب الجزائري مثل حماستها للحركات البهلوانية لغوايدو كراكاس، الذي لا يتبعه من الناس بفنزويلا مقدار ما يحتشد حاليا بأصغر زقاق في العاصمة الجزائر.
وبعد أيام من مظاهرات شدت إليها انتباه العالم، كل ما تفعله أمريكا ترامب حسب المتحدث باسم خارجية واشنطن، روبرت بالادينو ، هو “نحن نراقب هذه التظاهرات في الجزائر وسنواصل فعل ذلك”، مشددا على أن “الولايات المتحدة تدعم الشعب الجزائري وحقه في التظاهر السلمي”.
وفي تناغم ليس بالمصادفة قطعا مع الموقف الأمريكي قالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية لحقوق الإنسان، مايا كوشيانتشيتش، المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية خلال مؤتمر صحفي ببروكسل: “عندما نتكلم عن التظاهر، نذكر بأن حرية التعبير والتجمع مدرجة في الدستور الجزائري”. “