الشوارع/متابعة
أربكت السترات الصفراء في حركتها الأخيرة بأروبا عموما وفرنسا على وجه التحديد أصحاب المعايير المزدوجة، ثم أخرستهم تماما، سواء في الغرب أو العالم العربي الرسمي أو في السياق المغربي، المرتبط بفرنسا سياسة واقتصادا واعتناقا ثقافيا، تارة باسم التحضر والحداثة وتارات أخرى تحت مسميات كثيرة.
فبفضل هذه الحركة التي خرجت من رحم المجتمع الفرنسي كله قلبت المعادلات و معها الكليشيهات السائدة، أو التي أريد لها أن تطفو على سطح الوعي الغربي، على الخصوص.
ومن ذلك أن العنف عربي/شرقي خالص وأن التحضر هو الغرب وهذا الغرب لا يكسر كأسا و لا يخرب و لا يحطم..أحيانا الله حتى رأينا جادة الشانزيليزي وقد استحالت إلى ساحة حرب، بتعبير الرئيس الفرنسي نفسه.
ومن ذلك أيضا أن الربيع عربي ولا بد أن يصبح خريفا، وإن انفلت فلا بد من الالتفاف عليه من هناك وهنالك لإعادته إلى مربع الغموض والريبة و اللايقين من المطالب والشعارات والأهداف، مهما كانت خبزية مبدئية..
ومن ذلك كذلك..ألا خوف من الاحتجاج الواعي، وليس بالضرورة أن كل من احتج فسيزج ببلاده في مصير غامض سيكون في النهاية مشابها أو مماثلا لمصير سوريا أو ليبيا. فقد احتج الفرنسيون لأيام عديدة وصرخوا وواجهوا الأمن، فماذا كانت النتيجة، بالقياس إلى ما سبق من “ثوابت”؟ لا شيء.
قالت الرئاسة الفرنسية، مساء اليوم الأربعاء 5 دجنبر 2018، إلغاء الضرائب المثيرة لغضب أصحاب “السترات الصفراء” ، بدل قرار تعليقها له لستة أشهر، كما قالت في وقت سابق.
فقد أعلن قصر الإيليزيه عن هذا القرار وهو صاغر، بعدما كان رئيس الوزراء أعلن أمس تعليق الضرائب على الوقود لامتصاص غضب المحتجين لأزيد من أسبوعين، داعيا إياهم إلى الحوار.
www.achawari.com