“المختار” قطع رأس البقرة…دعواتكم ليسلم خبزنا من الحريق

أحمد التجاني

في قديم الزمان كانت هناك قرية صغيرة فيها بقرة، وكانت القرية تعيش على حليبها، وفي يوم ما وبينما البقرة تشرب من دلو ماء، لم تستطع إخراج رأسها منه، فحاول أهل القرية إخراج رأس البقرة من الدلو مع الحفاظ عليه، وعلى حياة البقرة، لكن دون جدوى؛ فتلجؤوا للمختار زعيم القرية لحل المشكلة، لافتراضهم الحكمة في شخصه.

 وبعد تفكير عميق قال لهم المختار: “اقطعوا رأس البقرة! وكذلك فعلوا، فقالوا: “يا مختار، ما زال رأس البقرة عالقا في الدلو ماذا نفعل؟!”

 فقال المختار: “اكسروا الدلو! فكسروه؛ ثم ذهب المختار بعيدا وجلس حزينا، فجاءه أهل القرية يواسونه: “يا مختار، فداك دلو الماء والبقرة..

فنظر إليهم الرجل وقال: “لست حزينا لا على البقرة ولا على الدلو، لكني حزين ماذا ستفعلون لو لم أكن معكم!!!”

انتهت الحكاية.

 الأكيد أن معظمكم عكس المضمون على واقعنا الكبير، ومنكم من عكسه على واقعه المحلي، ومنكم الكثير الكثير ممن عكسوه على واقعهم المهني، ولله في خلقه شؤون..

كما تولوا يولى عليكم.. وشأننا لا صلاح له ما دام أمثال المختار يتولون أمرنا، وله مريدوه ومساندوه، والألعن من الحكاية والواقع، هو أن المختار نفسه لا زال يؤمن أن لا صلاح ولا مستقبل دونه.. بل في مهنتي رفع المختار السقف وتقمص دور الأئمة كما في حقبة نشر الإسلام العويصة ولسان حاله اليوم يقول: “من دخل دار أبي سفيان فهو ٱمن !!”

وكأن من يعتبر اليوم دار أبي سفيان المهنة ودار المختار سيان، فهو كافر مهنيا ولا يجوز تمتيعه بالأمان.

لكل المهنيين اليوم أقول، وعلى ضوء الحكاية، عاش من عرف قدره، وانصرف لما يفهم فيه دون التأثير في الناس على شاكلة المختار..

والحكمة يوصف بها من وصل القول بالعمل الميداني الحقيقي، ومعظمنا لم يصل لدرجة الحكمة، فلنصبر على بعضنا ونشد أزر مناكبنا عوض تكسير أدراج السلم تحت أقدام بعضنا البعض.

شخص واحد وحيد من أخذ الكافي من عمر القطاع والمهنيين مسؤول عليهم، لكنه زجاه فقط بالقول والعمل على كل أدية.. وكل ما خبرناه من سنونه يعطيك الانطباع أنه أقرب للمختار منه للحكمة..

رمضان كريم وكل حكمة وأنتم بخير.

 tijaniofksiri@gmail.com   

www.achawari.com

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد