الشوارع/المحرر
قامت أمس قيامة سلطات مدينة خنيفرة والسبب ليس اكتشاف خلية مسلحة ولا تمرد أو عصيان خطير. كل ما هناك أن تلميذة تدعى نورة المنصوري جاءت إلى باب مديرية التعليم لتحتج على ترسيبها بعد أن اتهموها في الغش بمادة الفلسفة عند اختبارات البكالوريا قبل أيام.
وهكذا منعت السلطات الأمنية في المدينة وقفة احتجاجية من تنظيم التلميذة مسنودة بكمشة من الحقوقيين كانوا يؤازرونها أمام مقر مديرية التعليم في المدينة
لجنة التصحيح اتهمت التلميذة بالغش في مادة الفلسفة وبالتالي حرمت من نيل شهادة البكالوريا، على الرغم من تفوقها الدراسي المثبت بالوثائق والنتائج خلال مسارها بسلك الثانوي التأهيلي.
ولقد خرجت نورة بفيديوهات وتصريحات دافعت فيها عن نفسها بشدة، بل ورفعت التحدي أمام من حكموا عليها بالرسوب ومغادرة دراستها وقتل أحلامها الطبيعية في مستقبل يجعل من بنت الدوار صحافية.
كما جاء ضمن تصريحات التلميذة أن ورقة الامتحان التي قارنوها بورقتها وبالتالي شبهة الغش كانت لتلميذ أو تلميذة أخرى في قاعة ثانية وليس ضمن مجموعة التلاميذ الذين اجتازت هي الاختبار برفقته في المكان نفسه.
نورة التي لا تخفى ثقتها في نفسها تحدث الجميع بإعادة اختبارها في مادة الفلسفة أمام اية لجنة وبحراسة مشددة بل أثبت أيضا أنها ملمة بمنهجية التحليل من خلال حديثها عن تصورها لتحليل وتفكيك وإعادة تركب الإنشاء الفلسفي وبدا من حديثها أنها تعشق الفلسلة وظن كل من شاهدها أنها فلتة من الأجيال الأدبية الماضية وليست نتاج جيل الآيباد الذي يستغرب منك إن حاورته كتابة بالعربية ــ حروفا أبجدية وليس فصحى ــ الجيل المعلب الذي من حرف العين رقم ثلاثة ومن القاف رقم تسعة.
بدل أن تجد نورة نفسها أمام تدخل أمني كان بالأحرى أن تجد من يجبر بخاطرها ويعيد لها الاختبار، وما العيب أن تمنح فرصة؟ وهل ستنهار السماوات إن ثبت أنها بريئة أو أنها متمكنة وتستحق أن تنجح؟ لماذا العناد حتى مع المراهقين؟ هل بأساليب التعنت الخاوي يا وزارة التعليم سنؤسس لمغرب المستقبل؟
وبدل أن تتسببوا في فضيحة ومسخرة أمام العالم يا ناس أليس بينكم وفيكم رجل/امرأة رشيدة لتعالجوا الأمر كله بالحكمة؟ هل تنقص المغرب المهازل حتى تضيفوا لما يسود وجوهنا أمام الأمم مخزية أخرى؟
يكفي ما عانته أجيال الجمر والرصاص والعطش والجفاف من ويلات، رفقا بهذا الجيل الطري الذي لا يجب أن يذوق معشار ما عاناه آباؤه وأجداده…لا تظلموه ولا تجعلوا الغد مظلما في عيونه.
افسحوا الطريق أمام نورة وجيلها كي يمر النور والضوء والأمل.