الشوارع
إذا كان الملك محمد السادس قد أمر بعدم إقامة الاحتفال الرسمي بعيد ميلاده، والذي يصادف يوم 21 غشت من كل عام، فإن مهرجانات من نوع آخر انطلقت بعد خطابه لمناسبة الذكرى 66 لثورة الملك والشعب.
فمباشرة بعد الخطاب الملكي مساء يوم أمس الثلاثاء شرعت الهيئات السياسية ورموز الفشل و “خبراء”قراءة الإشارات، في اجترار مضمون الخطاب الملكي و”الإعراب” عن تأييد السياسة الملكية وكل ما ورد في الخطاب حرفيا..وعلى هذه السيرة دأبوا مذ وعينا السياسة في هذه البلاد.
ويعد أسلوب صياغة بلاغات “الأحرار” أو ما يسمى “حزب أخنوش” أحد الأمثلة الساطعة على التكلس السياسي والفكري والإبداعي المزمن لدى النخبة المغربية، التي هي السبب في كل الأمراض التي بات المغرب لا يشكو أعراضها فقط بل يعلن نتائجها من “السخة” إلى الدوخة والاقتراب من السكتتين معا: الدماغية والقلبية.
فقد خرج الحزب ببلاغ قال فيه إن التجمع الوطني للأحرار يثمن ” مضامين الخطاب الملكي السامي، فإنه يشيد بجعل الإنسان في صميم التنمية البشرية، والغاية الأساسية منها. وفي هذا الصدد يعرب الحزب عن دعمه للإرادة الملكية الواضحة والمقاربة التشاركية الكفيلة بإنجاح عمل اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد”.
وزاد مدبج البلاغ أن الحزب بهذه المناسبة يؤكد على “ضرورة ضخ كفاءات وطنية متجددة وجلب الأطر والمهارات العالية في إطار تعزيز مجهودات التنمية. فالمطلوب اليوم هو المساهمة الفعلية من أجل تجاوز الإكراهات وإيجاد الحلول لحاجيات كل فئات المجتمع، من شباب وسكان القرى وضواحي المدن، مرورا بالطبقة الوسطى التي اعتبرها جلالة الملك عماد المجتمع”.
تعليق:
ـ كان على من صاغ هذا البلاغ أن يكتفي بسطر يقول فيه إن “الإيريني” يثمن الخطاب حرفيا. نقط على السطر. فالبلاغ الذي لا يضيف شيئا إرهاب للعين والأذن واللغة وكل الأبجديات.
ـ إذا كان حزب عزيز يتحدث عن “الإعراب” فإن الشعب المغربي المتلقي الأساس لخطابات الملك يفضل من أخنوش وأمثاله الحديث عن “الصرف”،أي الثروة التي يستلقي هو وباقي الملهوطين على جبالها وكيف يمكن أن توظف وتستثمر لإنقاذ الوطن من الإفلاس.
ــ إن الماكينة الحزبية في المغرب الذي يكاد يرتطم بالحائط نتيجة إفلاس النموذج العام لتدبير الأمور، ماتزال تشتغل بأسلوب الفاكس والتلكس في العصر الرقمي الجبار.ولهذا فإنه إن بقيت هذه الكائنات في مواقعها تقود سفينة البلاد فإن الغرق موعد العباد.
www.achawari.com