الشوارع/المحرر
يخرج في هذه الأيام تباعا صور لشابات مغربيات يرتدين اللباس التقليدي المغربي المتمثل في الحياك واللثام، استجابة لدعوة افتراضية فيسبوكية فيها تحدي اللباس التقليدي للنساء المغربيات.
ومهما تعددت القراءات لدواعي وأسباب هذه الحملة، ومن يقف وراءها وسؤال توقيتها المتزامن مع رمضان شهر التدين والعبادة، فتبقى “تحركا ثقافيا” يذكر الجيل الحالي بأصالة الشعب المغربي في لباسه بصيغة المؤنث
اللثام والحايك وقطع لباس نسائية أخرى، والتي صارت حكرا على بعض أجنحة المتاحف، كتب الله لها من يوقظها وينفض عنها غبار النسيان، أمام صراع جبار للموضة وخطاباتها الفظيعة ورسائلها السامة بين ملايين المغاربة والمسلمين والعرب وكل الشعوب الواقعة تحت نير الاحتلال الاستهلاكي وأنماطه الشيطانية.
لنحسن الظن بهذه الخطوة ففيها يقرع أناس أجراس العودة للأصل، وليس في العودة أي رجعية فكرية، إنها فقط العودة إلى النبع الصافي لنغترف منه ونروي هذا الظمأ غير الطبيعي الناجم عن إفراطنا في شرب مياه غير طبيعية لا تشفي لنا عطشا..لأنها مصنوعة.
تأملوا الشارع المغربي بكل مكوناته البشرية، لم يعد المغربي ذلك المغربي، ولا المغربية تلك المغربية التي نعرف..لا يكفينا أن تكون لدينا إناث..نحن بحاجة إلى نساء حقيقيات، لا يكفينا أجساد “بمواصفات فصلت وراء البحر” نريد ونحتاج تلك المغربية: أختك وأم ذاك وبنت هذا وزوج فلان وبنت فلانة..المدرسة التي خربت ولم يبق منها سوى الحيطان..وجدران علينا الاعتناء بها، فمن بين شقوقها تنبت شجرة تامغرابيت العصية على المسخ.
على أصحاب هذا “التحدي الجميل” أن يكملوا معروفهم ويستمروا فيه ويفكروا في هذه “الوسوم” اي “الهاشتاغات” دات الصلة:
ـ ولد اليوم لا تعني ملابس مقطعة
ـ نقي كلامك.. فمك ماشي “واد حار”
ـ هز سروالك..وارفع مستواك
ــ حنا مغاربة خليهم يقلدونا..
www.achawari.com
