سعيد لحليوي
طرح على لسان وزير التعليم والناطق باسم الحكومة المغربية، في الآونة الاخيرة مفهوم التعايش مع الوباء، في ظل هذه الاوضاع الصعبة التي يعيشها المجتمع المغربي وباقي دول العالم.
ومن حق كل مواطن أصغى لكلام الوزير أمزازي خطاب أن يتساءل مع نفسه : هل تتوفر الشروط الموضوعية بالمغرب لهذا لتعايش؟
وبعبارة أخرى أيها الوزير، هل من خطط استراتيجية تمكننا من العيش بأمان ولو نسبي في ما بيننا، في ظل واقع مغربي مهلهل من حيث غياب البنيات الأساسية والسكينة والصحية، ولقد شاهدت مثلنا بلا شك فوضى الأسواق والأحياء الشعبية؟ فما بالك لو خرجت الملايين “لتتعايش” مع كورونا سنة إضافية؟
إن تناقضات الخطابات مع الواقع كثيرة وليس أفصح منها فرض الطواريء وتحديد الغرامات والشروع في تطبيقها في وقت كانت الكمامات متا تزال في علم الغيب.
قل لرئيس حكومتك أيها الوزير ــ هو الذي كان صادقا في التصريح بعدم توفركم جميعا على أي تصور ـ أن يفيدنا بتصور حول كيفية التعايش مع الجوع في طوابير الانتظار أمام مقصلة الجوع والخوف من الغد المجهول.
أيها الناطق باسم الحكومة، تكرم وانطق بما يفيدنا فنعرف ماذا أنتم فاعلون بقطاع غير مهيكل يعيش أصلا على الفوضى، فكيف “سيتعايش” مع فيروش لا يرى وقد حير العالمين.
ولعلكم ستنصحوننا بفضيلة الترقب لسنوات أخرى والاشتغال على “تصورات”، في انتظار “غودو” الذي لن يأتي حتما.
نسائلكم بوضوح اليوم على أي تعايش تتحدثون بالضبط، وبقدر ما نريد إجابات محددة، ندعوكم إلى الوقوف ــ على سبيل التجربة ــ
ضمن الواقفين في طوابير الانتظار أمام مستوصفات بئيسة بين أفراد “اشعيبة” بمكامات وسخة مبللة بريق اليوم وريق الأمس قبله، في انتظار ممرض قد يمنحهم جرعة الأمل في إيجاد اللقاح ؟
هل رأيت أيها الوزير آلاف الباعة بين الأزقة وأصحاب “بيع” يدفعون عرباتهم بظهور مقوسة باحثين عن لقمة عيش ورغيف خبز معفر بالتراب والعرق والأوساخ وكل المهانات والخوف من المطاردة…إنه التعايش مع الجوع أيها الوزير الواصل إلى الحكومة وكرسيها الوثير دون حتى أن يصوت عليه ما يسمى “الشعب”.
لربما كان الأفضل أن تخبرنا بضرورة التعايش مع الموت ونطبع مع أخباره ونستعد لتقبل الأمر على أساس أن “التعايش” جزء من الاستراتيجية الحكومية.
نعم حاولت الدولة التخفيف من وطأة الأزمة على الفئات المسحوقة من بينها إنشاء الصندوق الخاص بكوفيد 19 ، لكن وبعد مرور شهرين مازال الكثيرون ينتظرون “متعايشين” تلك المعوينة على هزالتها، لأن السجل الاجتماعي ليس موحدا ولن يتوحد في القريب، ولأن “راميد” لا يعني الاعتراف ب”الحزقة” رسميا، ولأن راميد لا يعني التوصل بالتعويضات سريعا بناء على شهادة “الضعف المزمن” التي أكرمت بها الحكومة ملايين المغاربة.
أيها الوزير المتعايش مع كل هذه التناقضات هل تعلم أن مفاهيم روج لها بالمغرب قبل أن تولد وحين كنت طالبا فأستاذا ثم مسؤولا..ظلت مجرد كلمات تدروها الرياح؟
خذ هذه الأمثلة والتوصيل مجانا فلا تقلق:
ــ المغربة…. بونجوغ
ــ التكوين المستمر….طال صبره فلم يستمر
ــ تثمين الكفاءات…طارت للخارج اسأل البروفيسور منصف السلاوي
ــ النموذج التنموي…البحث جار عن بنموسى وجماعتة
أيها الوزير طابت عواشرك بكل خير….ودامت لك نعمة “التعايش”..وحدك.
www.achawari.com