الشوارع
الجريمة الفظيعة التي عاشتها سلا والتي ذبح فيها شاب في مقتبل العمر وكأنه شاة، وتصريحات أمه المكلومة و ما جاء على لسانها من شكوى من التقصير الأمني والصحي في حق فلذة كبدها، لم يمر دون تحريك سكان القرية خصوصا و سلا بشكل عام والمغرب بطريقة أعم.
لقد بينت المسيرة الشعبية الحاشدة التي عاشتها القرية اليوم الأحد حاجة الناس إلى الأمن والصحة، كما ترجمت وعي سكان سلا ، الذين خرجوا من تلقاء نفسه دونما حاجة إلى أحزاب أو جمعيات أو نقابات.
كما شخصت الشعارات التي رفعت بوضوح الوضعية الترهيبية وقانون الغاب الذي يفرضه المجرمون على السكان، وحددت الحاجيات العاجلة: الأمن والخدمات الصحية.
إن ارتفاع منسوب الجريمة في كثير من مدن المغرب مؤشر على أن الوضعية مقلقة فعلا وأن مضاعفة المجهود والاستثمار الأمني بات مطلبا ملحا. ليس في الأمر دعوة إلى النفخ في المقاربة الأمنية ــ على حساب مقاربات أخرى ــ بل الحقيقة أن عدد أفراد الأمن بالمغرب غير كاف بالنظر إلى تعداد السكان.
لقد أصبح المغاربة المكتوون بنار الإجرام يطرحون اليوم باستغراب السؤالين التاليين:
كيف يستطيع المجرمون أن يفعلوا بالسكان الآمنين كل هذا التنكيل، و جهازنا الأمني يشهد له العالم كله بالقوة وسرعة تسديد الضربات لأوكار الإرهاب الخطرة؟
إذا كان الإرهاب هو القتل غدرا وظلما، فماذا يفعل المجرمون في سلا وغيرها بالناس غير القتل وسفك الدماء؟
www.achawari.com