الشوارع
يجب أن نشكر الأقدار التي سمحت بحدوث التوترات الأخيرة في علاقات المغرب مع جاره الإيبيري، وقبله مع ألمانيا ميركل، وحاليا ــ نسبيا ــ مع الولايات الأمريكية.
لماذا الشكر؟ لأن كلمات مثل “سبتة ومليلية المحتلتين” و “تقرير مصير الباسك وقبايل الجزائر كانت غائبة مغيبة تماما عن خطاب رسميينا ودبلوماسيينا وكأنها حرام.
واليوم انظروا إلى هذا الانقلاب اللساني “اليكسيكولوجي” المبارك، بحيث صار زراؤنا وسفراؤنا “يزعمون” ــ من ازعامة ــ فيستخدمون العبارات التي كان ينبغي أن تستعمل منذ عقود، ويقولون للخصم ما يجب أن يسمع.
مثال هذا، رد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، على تصريحات وزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة، في اجتماع لحركة عدم الانحياز، بشأن قضية الصحراء ، والذي عبر فيه هذا الأخير عن مواصلة نهج بلاده في سياسة العداء والتحريض ضد الوحدة الترابية للمملكة.
ففي مذكرة وجهها إلى الرئاسة الأذربيجانية لحركة عدم الانحياز ووزعت على جميع الأعضاء، أعرب الدبلوماسي المغربي عن استغرابه الشديد لاختيار الوزير الجزائري، الذي تطرق لموضوع قضية الصحراء المغربية خلال “أول تصريح له في محفل دولي، منذ تعيينه مؤخرا” على رأس دبلوماسية بلاده، وشدد هلال على أن قضية الصحراء المغربية “التي تندرج حصرا ضمن اختصاص مجلس الأمن الدولي، لم تكن مدرجة على جدول أعمال الاجتماع، ولا ترتبط بموضوعه”.
وردا على ما سمي بـ”استئناف النزاع العسكري”، الذي أثاره الوزير الجزائري، شدد هلال على أن “هذا الوهم موجود فقط في البلاغات الدعائية للجماعة الانفصالية المسلحة، “البوليساريو”، وقصاصات وكالة الأنباء الجزائرية”، مضيفا أنه رغما عن وزير الخارجية الجزائري، فإن الوضع في الصحراء المغربية هادئ ومستقر، كما هو مسجل في التقارير اليومية لبعثة المينورسو، وكما تؤكد ذلك وسائل الإعلام الدولية”.
ومن بين أقوى ما جاء في رد هلال قوله إن الوزير الجزائري، الذي “يقف كمدافع قوي عن حق تقرير المصير، ينكر هذا الحق نفسه لشعب القبائل، أحد أقدم الشعوب في إفريقيا، والذي يعاني من أطول احتلال أجنبي”. وأضاف أن “تقرير المصير ليس مبدأ مزاجيا. ولهذا السبب يستحق شعب القبائل الشجاع، أكثر من أي شعب آخر، التمتع الكامل بحق تقرير المصير”.
www.achawari.com