الشوارع ــ المحرر
شاءت الأقدار أن تجعل من رئيس الحكومة عزيز أخنوش “نجم” ليلة القدر، وعلى المباشر، وفي ليلة مقدسة، وهو إلى جانب أمير المؤمنين، أثناء أداء الصلاة. إنها أمور قدرية لا ينفع معها احتياط أو تخطيط.
وسبب قفز أخنوش عاليا وسط دائرة الأضواء لم يكن بسبب إنجاز له أو لحكومته مع اقتراب العيد ولا لكونه أقدم على إجراءات رفعت قليلا من الكمد من على قلوب الشعب المقهور بالغلاء والمرض بل كانت بسبب طريقته في الصلاة وتألمه وهو يركع ويسجد.
إن الإنسان ضعيف أكثر مما يتصور وما الجسم ولو ملك الواحد منا ذهب العالم وثرواته إلا آلة تتآكل وتبلى ثم تفنى، واللهم لا شماتة وإياك ندعو بشفاء كل مريض ومنهم عبدك المواطن المغربي عزيز أخنوش.
والمفارقة أن ملك البلاد قد عود المغاربة منذ سنوات على مكاشفتهم بمرضه وكل أحواله الصحية وحتى العمليات التي يجريها، في إطار من الشفافية، فيما كان بإمكانه أن يبقي على هذه الأمور محاطة بسرية تامة وراء اسوار القصر، لكن حزب رئيس الحكومة وناطقها لاذا بالصمت حول أسباب ما حصل لرئيس الحكومة ليلة القدر.
ولأن الراي العام متعطش لأي تغيير، وفي ظل عدم التواصل الرسمي بما يشفي هذا الظمأ، فقد انبرى الناس على منصات التواصل يتكهنون بالآتي في ضوء ما رأوه على التلفزيون.
ومن بين ما رشح ــ في باب ضريب الكف وقراءة المندل ــ ما نقلته “الصحيفة” على لسان حزبيين بقرب تعديل حكومي يذهب معه رئيس الحكومة نفسه، أي إعادة توزيع الأوراق لكن “باحترام الدستور” والإتيان بحفيظ العلمي، من الأحرار، بديلا لأخنوش وتدريح الفريق الحكومي بوجوه جديدة مع الإبقاء على وزراء بعينهم.
ولا ندري إن كان هذا “الخبر” تسريبا لجس النبض أم مقدمة لحدوث هذا السيناريو بحذافيره، ولكن تعويض أخنوش بحفيظ العلمي سيكون بمثابة إغاثة العطشان بالماء المالح، لأسباب كثيرة منها:
ــ البلاد تحتاج حلولا جذرية ومبادرات ثورية في السياسة والحكامة وليس الاغتراف من نفس النهر الحزبي الذي اثبت عجزه التام لفعل اي شيء يجعل المغرب يخرج من عنق الزجاجة.
ــ فشل أخنوش هو فشل للأحرار ولتركيبة حكومة كوارث لم ير المغاربة مثلها سابقا ولا يتمنون أن يروه مستقبلا، وحفيظ العلمي ليس سوى منتوج حزبي مهما قيل عن قدراته.
ــ حفيظ العلمي، وبرغم القبعة الحزبية، فهو تكنقراطي/تاجر وسيستجيب لغريزة البزنس فيما المرحلة تقتضي مسؤولا سياسيا بالمعنى العلمي ووطنيين أكفاء همهم إنقاذ الوطن.
إن للمغاربة ذاكرة وليسوا أسماكا تنسى في ثوان، ذلك أن حفيظ العلمي ليس قديسا سيؤتى به لصنع المعجزات، هو الذي لم يجب المغاربة عم صنع حقيقة ــ ايام زميله في الحزب الوزير بوسعيد ــ بعد بيعه شركته للتأمينات ” المسماة “سهام” قيد حياتها واليت باعها بالكامل لشريكه الجنوب الإفريقي “سانلام”، حيث لم تستفد خزينة الدولة المغربية من هذه الصفقة لا درها يتيما ولا ريالا أصفر.
إن كان ولا بد من العلمي لهذه المرحلة، وقبل الشروع في تلميعه، دعوه هو نفسه يجرب ،إن كان من القوة والأخلاق كما تزعمون، فيدافع عن نفسه بإجابة شافية عن: بكم فوتت شركتك؟ وكم أديت ضريبة للدولة إن كنت فعلت؟ وإن لم تفعل فما السبب وكيف تفاديت ذلك؟ وإن لم يكن تهربا ضريبيا ــ والحالة هذه ــ فما هو يا حفيظ إذن؟