كان لابد لشظايا طوفان الأقصى الذي استهل عامه الثاني أن تتجاوز الجغرافيا لتصل إلى تخوم العقول المشتغلة وفق متطلبات الإيديولوجيا القديمة والجديد على حد سواء، وفي معارك إعلاميين عربيين مثل أسامة فوزي وفيصل القاسم ترجمة لهذا التناحر.
وأن يلتقي أسامة فوزي مع فيصل القاسم فذلك لا يختلف عن شيء في لقاء الزيت الحامي مع الماء البارد أو ملامسة الماء للتيار الكهربائي، واليوم تعيش السوشال ميديا فصلا جديدا من القصف المتبادل بين الرجلين.
وفي آخر نزال بين الإسمين البارزين لاحظ أسامة فوزي أن قصفا يستهدفه في الأونة الأخيرة من فيصل القاسم وإيدي كوهين وملحقاتهما سواء في تغريدات مباشرة ضده أو على شكل تعليقات متفاهم بشأنها.
كما لاحظ متتبعو ومعجبو فيصل القاسم أنه خلال الأسابيع الأخيرة كثف غاراته على كل من وما له بصلة بالمقاومة في فلسطين أو لبنان أو يعني إيران نقطة ارتكاز محور الممانعة في المنطقة.
ولا يخفي القاسم تشفيه في سقوط قادة أو حدوث خسائر مادية في بيروت أو غزة، وذلك بعد فترة غياب وكمون لصاحب الاتجاه المعاكس الذي دخل فترة راحة بيولوجية قياسية لا أحد يعلم إلى اليوم أسبابها.
وفي أحد فيديوهات أسامة فوزي اتهم القاسم بأنه يعاني بطالة في الجزيرة وأنه وجد عملا مع أفيخاي ادرعي الذي يعتقد “أبو نضال” أن القاسم هو من أدخله إلى بيوت الأسر العربية من بوابة “الرأي والرأي الآخر”.
وغرد كوهين وتوابعه بما يفيد ــ بشكل ساخر ــ أن أسامة فوزي وناصر قنديل وعبد الباري عطوان يقاتلون مع قوة الرضوان في الصفوف الأمامية ويقصفون حيفا مع “قوات هيفا”.
والصراع بين أسامة فوزي من جانب وفيصل القاسم وعطوان من جهة مقابلة ليس جديدا، وقد خصص لهما فوزي حلقات رفع فيها تحديات خطيرة وتخللتها اتهامات صارخه لم يجب عنها المعنيان إلى يومنا هذا.
عن عطوان، يتهمه فوزي بأن صحيفته السابقة “القدس العربي” كان تمويلها من إسرائيلي اشتغل عمدة لمدينة القدس المحتلة وطرح وثائق اعتبرها حججا دامغة.
وعن فيصل القاسم، قال فوزي مرارا إن صاحب الاتجاه المعاكس سرق مقالات من موقعه “عرب تايمز” ونشرها في صحف ومجلات قطرية وقبض ثمنها. ولم يسبق أن أجاب القاسم عن هذه التهم الثقيلة في الذمة المهنية والأخلاقية.
وينتظر أن يتطاير شرر هذه “الطوشات” الإعلامية العربية أكثر فأكثر خلال الأيام المقبلة لأن صاحب “عرب تايمز” ذا الشهرة الجارفة في “يوتيوب” تستهويه أصلا هذه السجالات التي دأب عليها مذ كان يشتغل في الإمارات العربية قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة أواسط ثمانينات القرن الماضي.
انتظروا كثيرا من “قرد اللي يسحبهم”…و طــــــــــــــــاخ