أسير إسرائيلي يُقبّل رأس “القسام”..مغص في تل أبيب

هي لقطة للتاريخ بكل معاني الكلمة، كان بطلها أسير إسرائيلي لدى “القسام” وثقتها العدسات وتناقلتها القنوات وضحت بها منصات التواصل الاجتماعي.
فخلال عملية تبادل الدفعة السابعة من الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، اليوم السبت، التقطت عدسة الإعلام العربي والعالمي لحظة تقبيل رهينة إسرائيلي مفرج عنه، رأس عنصر مسلّح من “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”.

و يُدعى الأسير عومر شيم طوف، وبحسب الإعلام الإسرائيلي، ويتحدر من عائلة يسارية وناشطة بارزة ضدّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتنتمي عائلته لأحزاب اليسار وكانت ترفض الحرب ضد غزة.

وتصدرت صورة القائد العام السابق لكتائب “عز الدين القسام” محمد الضيف مرفقة بعبارته الشهيرة “نستطيع أن نغير مجرى التاريخ”، إضافة لأسلحة إسرائيلية منكسة، منصة تسليم أسرى إسرائيليين بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

هذه الدفعة هي السابعة من صفقة التبادل والتي سيتم خلالها تسليم 6 أسرى إسرائيليين في رفح والنصيرات للجنة الدولية للصليب الأحمر، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي.

رفعت القسام، صورة الضيف وعبارته التي أعلنها خلال بداية معركة “طوفان الأقصى”، إلى يمين المنصة الرئيسية التي سيتم عليها تسليم أسيرين إسرائيليين اثنين في رفح.

وفي مخيم النصيرات حيث سيتم تسليم الأسرى الأربعة، وضعت “القسام” لافتة رئيسية كتبت عليها باللغات الثلاث العربية والعبرية والإنجليزية “الأرض تعرف أهلها.. مِن الأغراب مزدوجي الجنسية”.

على يسار هذه للافتة صورة لشجرة تظهر جذورها في الأرض وفي منتصفها يلتف العلم الفلسطيني.

كما شهد الموقع انتشارا مكثفا لعناصر “القسام” من بينهم تم توثيق وجود اثنين أصيبا خلال حرب الإبادة الجماعية، الأول بترت جزء من ساقه فيما يقف مستندا على عكازين، والثاني أصيب بعينه حيث يضع لاصقا طبيا عليها.

وعلى الضفة الأخرى، من المقرر أن تفرج إسرائيل عن 602 فلسطيني بينهم 50 من ذوي أحكام المؤبدات، و60 من ذوي الأحكام العالية، و47 من أسرى صفقة وفاء الأحرار عام 2011 المعاد اعتقالهم، و445 أسيرا من غزة تم اعتقالهم بعد 7 أكتوبر 2023.
وفي سياق صفقة التبادل العسيرة، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، السبت، إن 6 أسرى فلسطينيين من محرري “وفاء الأحرار” (صفقة شاليط) 2011 المعاد اعتقالهم وكان من المفترض إطلاق سراحهم اليوم “رفضوا قرار إبعادهم إلى الخارج”، ما دفع إسرائيل على الإبقاء عليهم في سجونها والإفراج عن آخرين بدلا منهم.

وأوضحت الإذاعة أن “6 أسرى فلسطينيين أعادت إسرائيل اعتقالهم بعد الإفراج عنهم في صفقة شاليط (عام 2011) رفضوا الإبعاد إلى الخارج (وفق صفقة التبادل 2025) وسيبقون في السجن، على أن يتم الإفراج عن آخرين بدلا منهم”. ولم تذكر الإذاعة العبرية أسماء الأسرى الستة.

ومن جهتها، أشارت مؤسسات حقوقية فلسطينية بينها مكتب إعلام الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني، السبت، إلى أن 97 من الأسرى المقرر الإفراج عنهم من سجون إسرائيل، اليوم، سيبعدون خارج فلسطين، وفق قوائم للأسرى نشرتها.

وفي وقت سابق السبت، أعلن مكتب إعلام الأسري الفلسطينيين قائمة بأسماء 596 فلسطينيا تفرج عنهم إسرائيل السبت بينهم 50 مؤبدا و60 من الأحكام العالية و41 من أسرى “وفاء الأحرار” (صفقة شاليط) 2011 والمعاد اعتقالهم, و445 اعتقلوا من غزة بعد 7 أكتوبر 2023.

وفي 19 يناير الجاري، بدء سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.

ويتكون الاتفاق من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية وثالثة وصولا لإنهاء حرب الإبادة.

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

تعليق:
هي أكبر من لقطة أسير…هذه اللقطة الخارقة لكل ما هو منتظر و “طبيعي” ستزيد من تدمير ما تبقى من كل السرديات الصهيونية لا على مستوى المعاملة السيئة المزعومة للأسرى أو على صعيد القضية الفلسطينية نفسها في بعديها السياسي والحقوقي والإنساني.
وطبعا، لا يمكن لأي كان قياس المغص الذي سببته هذه القبلة من أسير على رأس “القسام” لنتنياهو وصحبه ومن يقفون خلف حرب الإبادة التي شنوها على غزة والضفة الغربية.. ماذا لو قام أسير آخر في دفعة قادمة بأخذ أحد عناصر القسام بالأحضان؟…الجلطة دون شك.

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد