استنكر أطباء الأسنان بالمغرب مشاركة مسؤولة حكومية بوزارة الصحة في نشاط نظمته جمعية تضم من سمّوهم “ممارسين غير شرعيين لمهنة طب الأسنان”.
وطالب الأطباء بحل مثل هذه الجمعيات، ومحاسبة كل من لا يتوفر على ترخيص من الأمانة العامة للحكومة للمزاولة كصانع رمامات للأسنان.
وقالت الفيدرالية الوطنية لنقابات أطباء الأسنان، في بلاغ توصلت صحيفة “صوت المغرب” بنسخة منه، إن مسؤولة قسم صحة الفم والأسنان بمديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض أقدمت على زيارة لنشاط جمعية تضم “أشخاصاً ينتحلون صفة طبيب الأسنان ويمارسون مهنة منظمة بشكل غير شرعي”.
ويرى أصحاب البلاغ أن “منصبها وصفتها كممثلة لوزير الصحة والحماية الاجتماعية بهيئة أطباء الأسنان الوطنية لم يمنعاها من وضع يدها في يد من يخرقون القانون من خلال فتح محلات لتركيب وصناعة على مرأى السلطات المحلية”.
وأدانت الفيدرالية مشاركة المسؤولة الحكومية ومسؤولين آخرين “في قطاعات حيوية في نشاط لممارسين غير شرعيين”، مطالبة وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد ايت الطالب والوزرات ذات الصلة “بإصدار موقف صريح ضد آفة الممارسة غير المشروعة لمهنة طب الأسنان بالقطاع الخاص بالمغرب”.
غلاء طب الاسنان بالمغرب
ولكن هل سأل أطباء الأسنان بالمغرب أنفسهم عن سبب تكاثر من يسمونهم “منتحلي صفة”؟ ولماذا يلجأ إليهم شعب أغلبيته الساحة لا تتوفر على تغطية صحية؟ وهل سألوا أنفسهم عن أسعار خدمات عياداتهم الطبية وقارنوها بنظيراتها في العالم؟
ومنذ أزيد من عقد ونصف من الزمن، أي في سنة 2008، اشارت الإحصائيات الرسمية لوزارة الصحة في المغرب إلى أن معظم المغاربة يعانون من تسوس الأسنان، وذلك لأسباب كثيرة تزيد من نسبة التسوس مثل الفقر وضعف الثقافة الصحية إلى جانب ارتفاع تكاليف العلاج.
وحسب إحصائيات وزارة الصحة تلك فإن 71% من الأطفال المغاربة البالغين 12 عاما مصابون بتسوس الأسنان، وكل طفل من المصابين يبلغ معدل تسوس أسنانه 2.5%.
وفي الفئة العمرية ما بين 35-44 عاما ترتفع نسبة المصابين لتصل إلى 97.7% بمعدل 12.72% من الأسنان المسوسة لكل فرد.
وتصل إصابات اللثة الأسنان لدى القاصرين إلى 62.5%، ولدى البالغين 88.8%.
وكانت وزارة الصحة قد نظمت برنامجا للوقاية من تسوس الأسنان في 17 إقليما بالمغرب عام 2000 لفائدة الأطفال، واستهدف البرنامج الفئة العمرية من ست سنوات إلى 12 عاما، وشمل 178 ألفا و384 مستفيدا..
الهروب إلى تركيا:
وعلى وزارة الصحة وجمعيات طب الأسنان أن يتخذوا من تركيا بلدا نموذجيا في طب الأسنان إن كانوا يريدون فعلا رقيا لهذا القطاع وجعله أكثر إنسانية ومتاحا للمرضى المغاربة.
فإذا كنت تبحث عن وجهة مثالية لعلاج وتجميل أسنانك، فالغالب أنك كمواطن مغربي أو عربي أو أفريقي سترغب في النظر في تركيا كخيار أمثل. لماذا؟
وبتعبير آخر، ما الذي يجعل تركيا وجهة محببة للكثيرين من السياح الطبيين الذين يرغبون في الحصول على علاجات أسنان عالية الجودة وبأسعار معقولة؟
الجودة العالية: تركيا تضم العديد من العيادات والمستشفيات المتخصصة في طب الأسنان، والتي تتميز بالاعتماد الدولي والتجهيزات الحديثة والمواد الطبية الفائقة.
الخبرة الكبيرة: يتمتع الأطباء الأتراك بخبرة واسعة ومهارة عالية في مجالات مختلفة من طب الأسنان، مثل زراعة الأسنان وتجميل الأسنان وتقويم الأسنان وعلاج اللثة والجذور وغيرها.
بالإضافة إلى ذلك، تلتزم العيادات والمستشفيات التركية بمعايير السلامة والنظافة الصارمة لضمان راحة وصحة المرضى.
التكلفة المنخفضة: تعتبر تركيا من بين الدول الأرخص في العالم في مجال علاج الأسنان، حيث تقدم خدمات طبية بجودة عالية وبأسعار معقولة. يمكنك توفير ما يصل إلى 70% من تكلفة علاج الأسنان في تركيا مقارنة بالدول الأخرى، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وغيرها.
على سبيل المثال، يمكنك الحصول على زراعة الأسنان في تركيا بسعر يتراوح بين 500 إلى 1000 جنيه إسترليني للزراعة الواحدة، بينما يمكن أن يصل السعر في الدول الأخرى إلى 3000 جنيه إسترليني أو أكثر. كما يمكنك الحصول على قشور البورسلين في تركيا بسعر يتراوح بين 110 إلى 190 دولار أمريكي للسن الواحد، بينما يمكن أن يصل السعر في الدول الأخرى إلى 900 دولار أمريكي أو أكثر.
دونما دفاع عن العشوائية، فإن طب الأسنان الشعبي بالمغرب لو يولد بالأمس فقط، بل عرفه المغاربة ربما حتى قبل اختراع مادة البنج، فضلا عن كون قانون السوق هو الذي يحكم، فخلع ضرس بالنسبة لفقير ب 30 درهما يعتبر مغنما مقارنة بطبيب أسنان يطلب 200 درهم على الأقل لنزع بقايا سن.
خلاصة:
ليس على هوى أطباء الأسنان ستقوم الدولة بإغلاق عشرات آلاف دكاكين “صناعة الأسنان” لأن الأمر أعقد من رغبة طبيبة شابة أو طبيب كهل يجلس في عيادته تحت مكيفات هواء منعشة، بل لأن الأمر يهم التوازن الاقتصادي المجتمعي في ظل بطالة صارت خانقة جدا، ربما لا يشعر بها طبيب أسنان ناجع تزدحم عيادته بمرضى من ذوي القدرة الشرائية الكبيرة أو المتوسطة.