أيها الإعلام العربي..لماذا تبخس رئيس لجنة القدس حقه؟
لنتمعن بحياد اقوى فقرات الرسالة الملكية
وجه الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، خطابا إلى المشاركين في القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، التي انعقدت السبت بالرياض، تلاه نيابة عنه رئيس الحكومة عزيز أخنوش. وكان مثيرا أن الإعلام العربي خصوصا مر على مواقف الملك القوية مرورا عابرا، متناسيا مركزية رئاسة لجنة القدس في القضية الفلسطينية، والحال أنه لم يكن كلاما بروتوكوليا ألقي من باب رفع العتب. وإليكم الأدلة التي سوف نبرزها في فقرات ضمن خطاب الملك.
“تنعقد هذه القمة الاستثنائية العربية الإسلامية، التي دعت إليها المملكة العربية السعودية الشقيقة، في سياق مشحون بالتوتر واستمرار المواجهات المسلحة التي يعرفها قطاع غزة، وما تخلفه من آلاف القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، ومن تخريب ودمار وحصار شامل، في خرق سافر للقوانين الدولية وللقيم الإنسانية”.
ــ إن ملك المغرب يدين هنا دولة الاحتلال الماضية في خرق القوانين الدولية. من فعل هذا في وجه غطرسة نتنياهو؟
لقد دعونا، من منطلق التزامنا بالسلام، وبصفتنا رئيسا للجنة القدس، إلى صحوة الضمير الإنساني لوقف قتل النفس البشرية التي كرمها الله عز وجل، والتحرك جماعيا، كل من موقعه، لتحقيق أربع أولويات ملحة :
* أولا : الخفض العاجل والملموس للتصعيد ووقف الاعتداءات العسكرية بما يفضي لوقف إطلاق النار، بشكل دائم وقابل للمراقبة،
* ثانيا: ضمان حماية المدنيين وعدم استهدافهم، وفقا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني،
* ثالثا: السماح بإيصال المساعدات الإنسانية بانسيابية وبكميات كافية لساكنة غزة،
* رابعا: إرساء أفق سياسي للقضية الفلسطينية، كفيل بإنعاش حل الدولتين المتوافق عليه دوليا.
ــ أليس هذا تلخيصا مركزا وتعبيرا فصيحا عن كل المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني؟
إننا أمام أزمة غير مسبوقة، يزيدها تعقيدا تمادي إسرائيل في عدوانها السافر على المدنيين العزل، ويضاعف من حدتها صمت المجتمع الدولي، وتجاهل القوى الفاعلة للكارثة الإنسانية التي تعيشها ساكنة قطاع غزة.
ــ مرة أخرى يدين الملك المعتدي الحقيقي ويحتفظ للمقاومة ــ ضمنيا ــ بحقها في الدفاع المشروع ضد احتلال غاشم.
فلا بديل عن سلام حقيقي في المنطقة، يضمن للفلسطينيين حقوقهم المشروعة، في إطار حل الدولتين؛
ولا بديل عن دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية؛
ولا بديل عن تقوية السلطة الفلسطينية، بقيادة أخي الرئيس محمود عباس أبو مازن؛
ولا بديل عن وضع آليات لأمن إقليمي مستدام، قائم على احترام القانون الدولي والمرجعيات الدولية المتعارف عليها.
ــ الملك يلخص هنا عبر خطوات واضحة وليس شعارات طوباوية ما يجب فعله من أجل السلام الشامل والعادل في اطار الحل النهائي.
إن تخطي هذه الأزمة وتفادي تكرارها، لن يتحقق إلا بوقف الاعتداءات على القدس الشريف، والقطع مع الاستفزازات التي تجرح مشاعر أكثر من مليار مسلم.
لذا، كنت دائم الحرص، بصفتي رئيس لجنة القدس، على أن أثير الانتباه إلى خطورة تلك الممارسات والاستفزازات الإسرائيلية، وعواقبها الوخيمة على أمن واستقرار المنطقة برمتها.
ــ رئيس لجنة القدس لم يستخدم كلاما عائما أو مراوغا للتعبير عن غيرته على القدس الشريف بل تحدث من موقع المسؤولية نيابة عن وترجمة لمشاعر ازيد من مليار مسلم عبر الكرة الأرضية. أليس كذلك؟
ومخطئ من يظن أن منطق القوة يمكنه تغيير هذا الواقع وتلكم الهوية المتجذرة. وسنتصدى له على الدوام، من منطلق رئاستنا للجنة القدس، وبتنسيق مع أخينا جلالة الملك عبد الله الثاني، صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس.
ــ الفقرة الأخيرة تنسف بوضوح كل الأراجيف السابق التي تم الترويج لها حول ما سمي صفقة القرن، والتي كان من بين أقوى من تصدوا لها وأفشلوها: ملك المغرب وعاهل الأردن.