دار الزمن دورته الجبارة على التاريخ السياسي في سوريا واصبح قبر حافظ الأسد، أب الرئيس الفار بشار، تحت نعال الثوار الذين لم يكتفوا بالدوس عليه بل أحرقوا ضريحه.
وقد أظهرت صور ومقاطع فيديو كثيرة يوم أمس الأربعاء احتراق ضريح الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في مسقط رأسه القرداحة بمحافظة اللاذقية، بينما كان مقاتلون معارضون وشبان يتجولون داخل الضريح حيث دفن بعد وفاته عام 2000.
وأظهرت صور لوكالة الصحافة الفرنسية ألسنة النيران تتصاعد من مجسّم قبر عند زاوية قاعة فسيحة تزينها قناطر، بينما بدا مجسم قبر الأسد الأب في وسطها مدمرا بالكامل بعد إحراقه. وكان مقاتلون مع أسلحتهم ومدنيون حمل بعضهم علم الثورة السورية، يتجولون في المكان.
ووفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فقد أحرق مقاتلون من المعارضة الضريح بعد أيام من سقوط الرئيس بشار الأسد الذي خلف والده في الحكم. وقال المرصد إن الواقعة حدثت بعد اجتماع قيادات من «إدارة العمليات العسكرية» مع وجهاء القرداحة مسقط رأس بشار الأسد وعائلته.
ومحافظة اللاذقية حيث تقع القرداحة هي معقل للأقلية العلوية التي تنتمي إليها عائلة الأسد. وكان الضريح يخضع لحراسة مشددة من قبل وحدة حراسة خاصة تابعة لرئاسة الجمهورية.
وأعلنت المعارضة السورية بقيادة «هيئة تحرير الشام»، الأحد، إسقاط الرئيس بشار الأسد وهروبه، بعد هجوم خاطف بدأته في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) ومكّنها في غضون أيام من التقدم سريعا من حلب شمالا وصولا الى دمشق.
ودعت قيادة المعارضة «التشكيلات العسكرية والمدنيين في منطقة الساحل السوري» إلى «وقف إطلاق الأعيرة النارية وعدم مصادرة أي معدات أو أسلحة أو مركبات عامة».
وحذرت السكان من «الاقتراب من المؤسسات العامة والثكنات العسكرية أو دخولها تحت طائلة المساءلة والعقوبة».
تعليق:
لا أحد كان ينتظر سقوط النظام بهذه السرعة والدراماتيكية، ولكن ما حصل ليس صدفة بل هو تراكم من الماضي الممتد لأزيد من نصف قرن من القهر، على يدي حافظ الأسد وابنه بشار، فضلا عن تطورات إقليمية ودولية أدهشت سرعتها حتى المخططين المفترضين لوقوعها.فليكن كل هذا الذي يحصل وسيحصل عبرة لمن أرخى السمع واراد فعلا أن يعتبر من دروس التاريخ التي لا تدرس في الجماعات بل على أرض الواقع.
