طوفان شفوي لابن كيران: الحل هو دولة فلسطينية ثلاثية الأبعاد
قال إن المسلمين لا يفرحون إلا بعد إثبات الخيانة على حكامهم
الشوارع ــ المحرر
في مشارق الأرض ومغاربها صار طوفان الأقصى وتبعاته قضية رأي عام عالمي. وبقدر ما فتحت هذه الأحداث الباب على مصراعيه للعمل المسلح على أكثر من واجهة، حركت برك الدبلوماسية الراكدة وفتحت للكثيرين شهية الكلام والتنظير، ومن أبرز الساسة المتكلمين في هذا الباب، عبد الاله بن كيران زعيم “العدالة والتنمية” المغربي.

فلسطين ثلاثية الأبعاد:
وفي هذا الصدد، دعا ابن كيران، في موقف وصف بغير مسبوق من القضية الفلسطينية، إلى إقامة دولة واحدة تضم اليهود والفلسطينيين على أن ينتفي فيها الظلم المسلط على الفلسطينيين.
ففي لقاء مع نواب حزبه بالبرلمان، أمس الإثنين، قال بنكيران إن العملية التي نفذتها حركة حماس وما تبعها من عدوان على قطاع غزة قد تمثل بداية طريق لحل واقعي للقضية الفلسطينية.
وأضاف أمين عام “البيجيدي” إنه فكر في مراسلة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لحثه على أن يفرض على الإسرائيليين وقف الحرب على غزة وإقامة انتخابات سابقة لأوانها تطيح بالحكومة المتطرفة الحالية، وتستبدلها بأخرى أكثر واقعية.
وقال ابن كيران إن أحسن ما يمكن أن يقع في فلسطين هو إقامة دولة واحدة تجمع اليهود والنصارى والمسلمين، وتطيح بنظام الفصل العنصري كما حدث في جنوب إفريقيا
حجم مسيرة الرباط:
وفي سياق متصل، شدد ابن كيران على أن “تعقل مختلف الأطراف” أنجح مسيرة المغاربة العظمى من أجل فلسطين… ولم أحضرها لظروف خاصة، وعلق على المسيرة الوطنية التي شهدتها الرباط، أول أمس الأحد، بالقول إنها شكلت حدثا هاما وأساسيا في حياة الأمة المغربية.
وفي نظر بنكيران فإن ما أنجح المسيرة الحاشدة هو “تعقل” مختلف الفاعلين حسب وصفه، في إشارة إلى عدم منع السلطات لها من جهة، وعدم وقوع انزلاقات غير مرغوب فيها من طرف المنظمين من جهة أخرى.
وفي تقدير ابن كيران فإن عدد المشاركين بالمسيرة بفوق ما “زعمت” المواقع الرسمية التي تحدثت عن مشاركة 15 ألفا، واصفا الأمر بالبهتان ، مضيفا بأن العدد يتجاوز عشرات الآلاف، إن لم تكن مئات الآلاف وأضاف، “لا أعرف كم عدد الأشخاص الذين حضروا في مسيرة أمس، لكن إذا قلتم لي إن مليون شخص أو أكثر أو أقل حضروا فسأصدقكم”
وزاد ابن كيران قائلا إن الفلسطينيين لا ذنب لهم فيما يقع لهم، قائلا إن من “قدرهم أنهم وجدوا في هذه الأرض وكان حالنا ليكون مثلهم لو واجهنا ما يواجهونه”.
وعاد ابن كيران للوراء زمنيا ليتحدث عن ارتباط المغاربة بالقضية الفلسطينية مذكرا بأن أول من دعا إلى اجتماع المسلمين بعد إحراق المسجد الأقصى ” كان هو الحسن الثاني، فهل نقول أش جاب الحسن الثاني لفلسطين؟”.
دور الإصلاحيين و منزلقاتهم:
وفي سياق قريب، قال ابن كيران إن إساءات المسلمين إلى حكامهم هي بمثابة “مؤامرة” ، مدافعا عما وصفه نهج “التقريب بين الحكام والشعوب”، وليس العكس
وأثار المتحدث نفسه ملاحظة سجل فيها أن “المسلمين لا يفرحون إلا بعد إثبات الخيانة والعمالة والفساد على حكامهم، وهذه مؤامرة لم أنتبه لها أنا بنفسي إلا مؤخرا”.
تخوين الحكام:
واعتبر ابن كيران أن خطاب تخوين الحكام “خطأ كبير وقع فيه الإسلاميون واليساريون وغيرهم والحركات الإصلاحية والثورية…دورنا نحن أن نقوم بالتقريب بين الحكام وشعوبهم، وكلما نجحنا في ذلك كلما شعر الحكام بالارتياح وكانوا أقرب إلى صفك..حينما تضغط على الحكام سيذهبون إلى الجهة الأخرى”.
والمشكلة في ما يرى ابن كيران هي ” أن من يقومون بالتقريب يصبحون عملاء للأنظمة والمخابرات وللأجهزة، وهذا لا يجب أن يكون، المسلم يجب أن يكون عميلا لله، فلا بد أن يقوم بالنصيحة”.