مع أول يوم من امتحانات البكالوريا بالمغرب حصلت فاجعة في مدينة آسفي وصل صداها إلى كل ارجاء المغرب نظرا لمأساويتها.
سبب الانتحار يحصل في مرات متكررة: ضبط التلاميذ والطلبة في حالة غش بوسائل متعددة، ويكون للأمر عقوبات مختلفة حسب الظروف والحالات والملابسات، غير أن واقعة اليوم لم تبق حبيسة المؤسسة التعليمية والفاعل ثم أسرته.
فقد فارقت الحياة تلميذة بالسنة الثانية بكالوريا من مدينة آسفي، اليوم الإثنين، بعدما ألقت نفسها من أعلى جرف أموني بشاطئ المدينة مما أدى إلى ارتطامها بالصخور..
ووفق تسجيل صوتي للهالكة استندت إليه “هسبريس“، فإن التلميذة التي ماتت وهي في ربيعها الـ17 ، قد أقدمت على الانتحار بعد ضبطها في حالة غش، خلال اجتيازها الإجراء الأول لامتحانات الباكالوريا لدورة يونيو الحالي، وتحرير محضر غش بحقها من طرف لجنة المراقبة.
وحسب مضمون التسجيل تحدثت التلميذة عن واقعة “طردها من الامتحان، وخوفها من العقوبة المترتبة على ضبطها في حالة غش، وطلبت من أسرتها والجميع أن يسامحوها وأن يدعو لها بالرحمة”.
وعلى الصعيد القانوني، انتقلت عناصر الوقاية المدنية إلى شاطئ مدينة آسفي، مزودة بوسائل الإنقاذ، وشرعت في انتشالها من البحر، ونقلها إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بآسفي، لكنها المنية لم تمهلها، وتوفيت متأثرة بجروحها.
تعليق:
ــ الرحمة للتلميذة والصبر والسلوان لأسرتها وأقاربها وأصدقائها.
ــ ما الذي يبقي البكالوريا إلى اليوم شبحا في نفوس التلاميذ وأسرهم؟
ــ أليست هناك بدائل من حيث العقوبات التقليدية حين ضبط حالات الغش؟
ــ ما الذي يجعل الغش ساريا ويتفاقم في مدارسنا وجامعاتنا سنة بعد أخرى؟
ــ من كرس ثقافة الغش المدرسة كما نعيشها أم ثقافة المجتمع ككل والقائمة كثيرا على الانتهازية وفعل أي شيء للوصول إلى الهدف؟
ــ لقد تجاوز العالم المتقدم مفهوم “الامتحان” الذي عندنا مازال المرء فيه يعز أو يهان. ثمة معايير أخرى للحكم على التلاميذ والطلبة لم تخطر ببالنا بعد أو خطرت أم أننا شعبا ومؤسسات معنية أجبن من أن نطبقها أو نجربها حتى؟.
ــ في النهاية، لقد فقدنا روحا عزيزة ومواطنة مغربية كان من حقها أن تعيش في الحاضر والمستقبل، فمن يتحمل المسؤولية؟