بينما يلتزم جل الحكام العرب والمسلمين الصمت أو التنديد الخجول بما يقع من تدنيس في الحرم القدسي من غلاة الصهاينة، انبرت فرنسا العلمانية للتنديد ببيان رسمي، والخشية كلها أن تتهم تل أبيب باريس قريبا بالإرهاب ودعم المسلمين.
نددت فرنسا الثلاثاء ب”استفزاز جديد غير مقبول” بعد دخول وزير الأمن القومي الاسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير الحرم القدسي في القدس الشرقية المحتلة وأدائه الصلاة فيه مع آلاف آخرين.
ودعت باريس في بيان للمتحدث باسم الخارجية الفرنسية “الحكومة الإسرائيلية الى اتخاذ كل التدابير الضرورية لضمان احترام الوضع التاريخي القائم في الأماكن المقدسة في القدس”.
وشددت على “أهمية الدور المحدد للأردن في هذا الصدد”، علما أن دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة للاردن تتولى إدارة المكان رغم سيطرة القوات الإسرائيلية على مداخله.
وتابع بيان الخارجية أن “فرنسا تكرر (تأكيد) الطابع الملح لتنفيذ حل الدولتين والذي يستدعي قيام دولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للحياة، ولالتزام طوعي وشجاع من جانب المسؤولين السياسيين الإسرائيليين والفلسطينيين من أجل السلام”.
وكان وزيران إسرائيليان ومئات المستوطنين المتطرفين اقتحموا صباح أمس باحات المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة تحت حماية شرطة الاحتلال، في ما تعرف “بذكرى خراب الهيكل”.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة عصر اليوم إن أكثر من 2958 مستوطنا ومتطرفا اقتحموا المسجد الأقصى منذ صباح اليوم، بينهم وزيران وعضو في الكنيست الإسرائيلي.
وأكدت مصادر في دائرة الأوقاف أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير اقتحم المسجد الأقصى، في حين قالت مراسلة الجزيرة إن وزير شؤون النقب والجليل يتسحاق فاسرلاوف من حزب “عظمة يهودية” يشارك في الاقتحامات أيضا.
من جانبها، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن عضو الكنيست عن حزب الليكود عميت هاليفي كان من بين مقتحمي الأقصى صباح اليوم.
وأكدت مصادر في دائرة الأوقاف الإسلامية أن شرطة الاحتلال تمنع المصلين الفلسطينيين من دخول المسجد الأقصى بالتزامن مع اقتحامات المستوطنين.
كما قالت مراسلة الجزيرة نجوان سمري إن مستوطنين إسرائيليين رفعوا العلم الإسرائيلي داخل المسجد.
ونشرت وسائل إعلام فلسطينية مقاطع تظهر أعدادا كبيرة من المستوطنين وهم يرقصون ويؤدون صلوات تلمودية في باحات الأقصى.
وخلال اقتحامه للأقصى صباح الثلاثاء قال بن غفير إن “هناك تقدما كبيرا جدا في فرض السيادة والسلطة على جبل الهيكل (المسجد الأقصى)، وإن سياستنا أن نسمح لليهود بالصلاة هنا”.
وأضاف بن غفير “يجب ألا نذهب إلى المؤتمرات في الدوحة أو القاهرة (في إشارة إلى المفاوضات بشأن غزة)، بل الانتصار على حركة حماس وتركيعها”، وفق تعبيره.