الحكم الذاتي في الصحراء المغربية لم يعد شعارا يرفع ولا تعبيرا عن أمان شعب ودولة تقاتل من أجل وحدة ترابها بل أصبح حقيقة على الأرض لا يتجاهلها سوى أحمق أو غبي أو حاقد.
وإذا كان العالم بقواه الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لا تجد بدا من الإقرار بأن الحكم الذاتي لا بديل عنه لوضع حد لهذا النزاع الذي طال أكثر من اللازم فإن النظام العسكري في الجزائر مازال مصرا على التحدث بلغة زمن الحرب الباردة، في ظرفية عالمية أكثر من ساخنة.
وفي مقابل تجديد واشنطن دعمها لخطة الحكم الذاتي، أعربت الجزائر، اليوم الأربعاء، عن أسفها لتصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، التي أكد فيها دعم بلاده مقترح الحكم الذاتي باعتباره “أساسا وحيدا لحل عادل ودائم” لقضية الصحراء.
وقالت وزارة الخارجية في بيان في غاية الهبل والصفاقة : “تتأسف الجزائر لتأكيد هذا الموقف من قبل عضو دائم في مجلس الأمن يفترض فيه الحرص على احترام القانون الدولي بشكل عام وقرارات مجلس الأمن بشكل خاص”.
واجترارا للأسطوانة القديمة نفسها أضافت الجزائر أنها “تؤكد من جديد أن قضية الصحراء الغربية تتعلق بالأساس بمسار تصفية استعمار لم يستكمل، وبحق في تقرير المصير لم يستوف”.
وأردفت وكأنها تحدث نفسها : “الواقع أن الصحراء الغربية لا تزال إقليما غير متمتع بالحكم الذاتي بالمعنى الوارد في ميثاق الأمم المتحدة، ولا يزال شعب هذا الإقليم مؤهلا لممارسة حقه في تقرير المصير على النحو المنصوص عليه في قرار الجمعية العامة 1514 (د-15) بشأن منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة”.
وتابعت بنبرة اليائس أن “أي حياد عن هذا الإطار لا يخدم بالتأكيد قضية تسوية هذا النزاع، مثلما أنه لا يغير البتة من الحقائق الأساسية اللصيقة به والتي أقرتها وثبتتها الأمم المتحدة عبر جميع هيئاتها الرئيسية، بما في ذلك الجمعية العامة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية”.
وأمس الثلاثاء، قال روبيو خلال مباحثات مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في واشنطن، إن الولايات المتحدة تدعم مقترح الحكم الذاتي باعتباره “أساسا وحيدا لحل عادل ودائم” لقضية الصحراء.
وأكد روبيو أن واشنطن “ما تزال تؤمن بأن حكما ذاتيا حقيقيا تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد ذو الجدوى”.
وأضاف أن “الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحث الأطراف على الانخراط في محادثات من دون تأخير على أساس المقترح المغربي للحكم الذاتي باعتباره الإطار الوحيد للتفاوض على حل مقبول من الأطراف”.
وأردف وزير خارجية أمريكا أن “الولايات المتحدة ستعمل على تسهيل إحراز تقدم نحو هذا الهدف” دون أن يوضح الطريقة لذلك.
وكانت واشنطن قد أعلنت في 10 دجنبر 2020 عن اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء، واعتزام فتح قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة