حينما تكبر المدن تتعقد الحياة فيها وتتشوه بالمباني العشوائية والتسول والدعارة والجريمة، وفي مدينة كالبيضاء تزدحم بسكانها وبمهاجريها تقع جرائم بين المغاربة وفي ما بين المغاربة وأجانب وبين الأجانب أنفسهم كما حصل بالولفة وكان الجاني سينغالي والضحية أيضا من السينغال.
فقد لقي مهاجر سينغالي مصرعه، مساء أمس السبت، في جريمة مروعة هزت منطقة الولفة بمدينة الدار البيضاء.
ووفق مصادر متطابقة، فقد تطور خلاف بين الضحية الثلاثيني وابن خالته الذي هو من نفس الجنسية، على مستوى حي فرح السلام، إلى اشتباك انتهى بإجهاز الأخير على الضحية.
وبحسب ذات المصادر، فقد استل الجاني آلة حادة عبارة عن “تورنوفيس”، ووجه للضحية ضربة قاتلة على مستوى القلب لفظ على إثرها أنفاسه الأخيرة على الفور، تاركا خلفه طفلة لم تتجاوز الثلاث سنوات من العمر.
واستنفر الحادث المصالح الأمنية التي انتقلت إلى عين المكان فور إشعارها، وعملت على فتح تحقيق لكشف ملابسات وظروف الجريمة البشعة، في حين تم نقل جثة الضحية إلى مستودع الأموات بالمركز الاستشفائي الإقليمي الحسني.
تعليق:
في عالم سكانه بالملايير صارت الهجرة قدرا مقدورا بل أمرا طبيعيا بين الشعوب والقارات وهذه من حسنات وضريبة التقدم والعصرنة.
في قارة مثل أفريقيا تبدو الهجرة لا مفر منها نحو الغرب بالنظر إلى الأوضاع المزرية لقارة هي الأغنى على وجه الكوكب.
في بلد كالمغرب لا يمكن له سوى أن يكون جاذبا للمهاجرين بحكم موقعه ومميزاته، ولكن لا يمكن لبلادنا السير باستمرار في نفس الطريق، إذ وبالرغم من الواجب الإنساني في استقبال المهاجرين الأفارقة فهذه الظاهرة تتعاظم و الإدماج ليس سهلا وإذا لم تقم الدولة بمراجعات عميقة في سياسة الهجرة فالمغرب الذي لم يبق فقط بلد عبور وصار بلد استقرار للمهاجرين فسوف تعاني البلاد كثيرا مع موجة هجرة ضاغطة تتحول إلى ظاهرة وأمر واقع بما له من تبعات فيها الإيجابي وفيها السلبي الذي يجب التصدي له بالعقلانية والاحتواء والحزم.