عندما تقول الديربي الكروي في المغرب فإن الأمر يتعلق أولا بلقا رياضي مثير بين فريقين كبيرين هما الرجاء البيضاوي والوداد البيضاوي، غير أن ديربي رقم 138 له مذاق خاص.
فقد عرفت مختلف الشوارع الكبرى المؤدية إلى المركب الرياضي محمد الخامس بمنطقة المعاريف في مدينة الدار البيضاء، اليوم السبت، تعزيزات أمنية كثيفة من طرف سلطات ولاية أمن العاصمة الاقتصادية، وذلك في إطار الاستعداد للقاء “الديربي” بين الرجاء والوداد البيضاويين.
وانتشرت عناصر الأمن بشكل واسع لتأمين محيط ملعب “دونور”، مع اتخاذ كافة التدابير الكفيلة بتنظيم السير والجولان وتفادي أي انفلات محتمل، خاصة مع عودة “الديربي” إلى المركب بعد غياب دام سنتين بسبب أشغال الإصلاح والترميم التي خضع لها الملعب.
وأعطت مصالح ولاية الأمن تعليمات صارمة لمختلف الوحدات الأمنية بالتمركز بمحيط الملعب وتنظيم عملية الولوج ومتابعة الجماهير، في إطار حرصها على مرور هذا الحدث الرياضي في ظروف آمنة وسلسة، خاصة أنه يشكل موعداً كروياً بارزاً في أجندة الكرة الوطنية.
وفي السياق ذاته، عملت سلطات ولاية جهة الدار البيضاء-سطات على تجهيز محيط المركب الرياضي بعدد من الحواجز الأمنية، وتوفير وحدات خاصة بفرق الإنقاذ والإسعاف تحسباً لأي طارئ، وذلك ضمن خطة أمنية شاملة تهدف إلى ضمان سلامة الجماهير والمشاركين في المباراة.
وبالرغم من هذه المجهودات الأمنية الواضحة، أطلقت دعوات واسعة للمقاطعة من فصائل المشجعين البارزين من الجانبين، أبرزها “وينرز” و”غرين بويز” و”إيغلز”، احتجاجاً على ما وصفوه بـ”الظلم والمعاناة” التي تكبدوها خلال فترة الإصلاحات، بما في ذلك التنقلات المتكررة وحرمانهم من دخول الملاعب في بعض المدن.
ووفق ما تم تداولته منصات التواصل الاجتماعي، فقد رفضت هذه الفصائل حضور “الديربي” رغم محاولات بعض المسؤولين عقد لقاءات معهم لحثهم على العدول عن قرار المقاطعة.
ويعتبر هذا “الديربي” امتحانا حقيقة للسلطات الأمنية والمنظمين، خاصة مع الغياب المحتمل لأكبر القوى التشجيعية التي طالما صنعت أجواء استثنائية في مثل هذه المباريات، في وقت يأمل فيه عشاق الكرة المغربية أن تمر المواجهة في ظروف رياضية متميزة تعكس قوة وتاريخ الفريقين.
تعليق:
الربح في الديربي ليس من سجل أكثر بل كم ربحنا من الروح الرياضية بعيدا عن أية مماحكات أو انفلاتات.