مباشرة عقب إسدال الستار عن أولمبياد باريس وعودة الرياضة المغربية بخفي حنين من هذا المحفل العالمي، انطلقت حملة وجدت تعبيراتها في عدد من المواقع والصفحات تطالب بإسقاط عدد من رؤساء جامعات الرياضة ومحاسبتهم، وفي مقدمتهم فيصل لعرايشي وأحيزون عبد السلام.
وبالموازاة مع الحملة الإعلامية، شهد البرلمان أيضا تحركا في هذا الاتجاه. وفي هذا الصدد، وجه رشيد حموني رئيس الفريق النيابي لحزب “التقدم والاشتراكية” بمجلس النواب، طلبا إلى رئيس لجنة التعليم والثقافة والاتصال، يدعو فيه اللجنة لعقد اجتماعها في أقرب الآجال، بحضور وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ورئيس اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية، لمناقشة موضوع:” ترتيب الخلاصات والآثار اللازمة بعد النتائج المخيِّبة لمشاركة الرياضات المغربية في أولمبياد باريس”.
وأشار في ذات الطلب أنه بعد إسدال الستار عن دورة باريس للألعاب الأولمبية 2024 اكتفت جميع الرياضات الوطنية، عموماً، بنتائج سلبية وباهتة ومخيبة للانتظارات والآمال، اللهُّم ميدالية ذهبية للبطل سفيان البقالي وميدالية برونزية لأشبال الأطلس عن كرة القدم.
وأضاف أنه بالقدر الذي تعتز الجماهير الرياضية المغربية بهاتين الميداليتين الغاليتين(واليتيمتين للأسف)، فإنه بالقدر ذاته يُثارُ أكثر من سؤالٍ عريضٍ حول التصنيف النهائي والحصيلة النهائية لبلادنا في أولمبياد باريس، وحول نتائج باقي الأصناف الرياضية، وحول أدوار ومسؤوليات اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية، وحول مدى جدية تحضير الجامعات الرياضية لهكذا محافل عالمية تشدُّ إليها أنظار الجميع.
وتساءل حموني عن أنماط الحكامة في الجامعات الرياضية وأساليبها في التنقيب عن الأبطال ومناهجها في صقل المواهب، وحول مكانة الرياضة المدرسية، وحول نجاعة أداء مختلف الجامعات من خلال مقارنة الإمكانيات الموضوعة تحت تصرفها مع النتائج المحصل عليها، وأسئلة أخرى يجب على الحكومة، وتحديدا القطاع الحكومي المكلف بالرياضة، أن تجيب عنها سياسيا باعتبارها المشرف على هذا المرفق العمومي الهام.
وأكد أن تواضع نتائج الرياضات المغربية المشارِكَة في أولمبياد باريس، علاوة على عدم التأهل نهائيا بالنسبة لرياضات أخرى، يعري أعطاب التدبير الرياضي، كما يثير مسؤولية الجامعات الرياضية التي تربطها تعاقدات بأهداف محددة مع اللجنة الأولمبية الوطنية والقطاع الحكومي المكلف بالرياضة.
وأبرز أنه من الضروري أن يُفتَح النقاش مؤسساتيا بين البرلمان والحكومة حول هذه القضايا الرياضية فعلاً، باعتبار أنها تحمل تداعياتٍ اجتماعية واقتصادية ومالية وثقافية مؤكدَّة، خاصة في ظل المكانة التي باتت تحتلها الرياضة لدى الشعوب، وأيضا في ظل ما ينتظر بلادنا من استحقاقات رياضية مقبلة.
وأول أمس الإثنين، طالبت المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، اليوم الإثنين، بعقد اجتماع للجنة التعليم والثقافة والاتصال، بعد نهاية مسار البعثة المغربية في أولمبياد باريس 2024 بـ”حصيلة سلبية”؛ تستثنى منها ذهبية البقالي وبرونزية كرة القدم.
وجاء ضمن الطلب الموقع من طرف عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية سالفة الذكر، أن الرياضة المغربية “سجلت مشاركة باهتة في أولمبياد باريس 2024، إذ لم تحصد بلادنا في هذا المحفل الرياضي العالمي سوى ميداليتين يتيمتين، ذهبية في سباق 3000 متر موانع ونحاسية في كرة القدم، في وقت تجاوزت حصيلة دول عربية وأخرى مغمورة هذه الحصيلة المؤسفة لبلادنا”.
وأضاف: “لهذا الأمر تطلب المجموعة النيابية عقد اجتماع للجنة التعليم والثقافة والاتصال، لمناقشة: ‘الحصيلة المؤسفة والمحبطة للرياضة المغربية في أولمبياد باريس 2024’، وذلك بحضور، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولى والرياضة (شكيب بنموسى)، و رئيس اللجنة الأولمبية المغربية (فيصل لعرايشي)