في لحظات حركت مشاعر هلع الزلزَال الذي أصاب منطقة الحوز وباقي المغرب قبل سنوات قليلة، شهدت مدينة مراكش ونواحيها، اليوم الثلاثاء، في تمام الساعة 12:21 ظهرًا بالتوقيت المحلي، هزة أرضية بلغت قوتها 4.6 درجات على مقياس ريختر، وذلك على عمق 7 كيلومترات، وفقًا لما أوردته مواقع متخصصة في رصد الزلازل.
ويأتي هذا النشاط الزلزالي بعد الزلزال المدمر الذي ضرب إقليم الحوز، في شهر شتنبر من عام 2023، والذي خلف خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وشعر بالهزة الأرضية الجديدة، بعض السكان في نواحي مدينة مراكش، لتعيد بذلك إلى الأذهان المآسي التي خلفها زلزال الحوز
وفي تعليق له على ما حصل، أفاد ناصر جبور، مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء في تصريح صحفي بأن “الأمر يتعلق بهزة أرضية ترتبط بسلسلة الهزات الارتدادية المتأخّرة التي يتواصل تسجيلها بالمنطقة منذ أزيد من سنة ونصف السنة”.
وقال جبور إن “هذه الهزة تبقى متوسطة في نظر سلم المقياس العالمي للزلازل، وتأتي في ظل بحث الأرض عن وضعية توازن جديدة، وهي واحدة من الهزات الأرضية المعزولة التي تعقب حدوث هزات ارتدادية أقل درجة”.
كما أوضح المصدر نفسه أن “المنطقة تواصل منذ أزيد من سنة ونصف السنة تسجيل الهزات الارتدادية بشكل يومي، غير أن هذه الهزات لم تعد بالقوة نفسها ولا بالعدد ذاته مقارنة بالفترة التي تلت الفاجعة التي عرفتها المنطقة بتاريخ ثامن شتنبر 2023”.
وأحس بهزة اليوم، وفق المصدر ذاته، سكان مختلف الأقاليم المحيطة بالمنطقة، باعتبار قوتها (مقارنة بالهزّات الأخرى التي تم تسجيلها في وقت سابق)، الأمر الذي أكّده عدد من هؤلاء السكان، الذين كشفوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي إحساسهم بها بشكل مفاجئ.
يذكر أن مراكز عالمية متخصصة في الزلازل سارعت إلى الكشف عن تفاصيل هذه الهزة الأرضية، حيث قدّرت قوتها في 4,6 درجات، في حين إن المعهد الوطني للجيوفيزياء كشف أنها بلغت 4,5 درجات.
وخلقت هذه الهزة الارتدادية الجديدة الهلعَ في صفوف الساكنة بالمنطقة المذكورة، لا سيما وأن “سيناريو 8 شتنبر 2023” لا يزال مطروحا بالنسبة إليهم في ظل عدم عودة الطبقات الأرضية إلى وضعيتها الطبيعية بعدُ، من الناحية العلمية، وذلك بالنظر إلى قوة الزلزَال المُسجّل وقتها.